إنتفاضة 1991م أو سميت بالإنتفاضة الشعبانية التي إنطلقت في المناطق الوسطى والجنوبية في البلاد، حدثت مباشرة بعد حرب الخليج الثانية وإنسحاب قوات النظام المنهارة من الكويت وبدأت بتاريخ الثالث من آذار .
سميت بالشعبانية لقيامها في شهر شعبان، من العام الهجري، وسميت من قبل الكرد بإنتفاضة آذار، إندلعت في أربعة عشر محافظة من أصل ثمانية عشر.
بدأت الإنتفاضة من مدن جنوب البلاد ، وتحديداً مدينة البصرة، بعد انسحاب قوات النظام من الكويت، وتدمير آلياته من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا على إثر هذا قام أحد الجنود الفارين في فجر الثاني من أذار من عام 1991 بإطلاق النار على تمثال رئيس النظام السابق صدام حسين، وانهال عليه بالشتائم، والسباب، وكان هذا في ميدان ساحة سعد في البصرة لتنطلق شرارة الإنتفاضة الشعبية.
انتشرت الإنتفاضة من الجنوب وإلى المحافظات الكردية، وفي ظل هذه الأوضاع بدأ النظام باستخدام طائرات الهليكوبتر بحجة نقل الجرحى والمصابين من الكويت إلى العراق، إلا أنه استخدمها بقصف المدن، وايقاف الإنتفاضة، ووصل الامر بالسلطة لاستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد المواطنين.
في جنوب العراق، وبعد الانتفاضة، بدأ الالاف من المدنيين والجنود الهاربين والثوار بالهرب من السلطة إلى الاهوار الواقعة في الجنوب ، وحينها قامت قوات الحرس الجمهوري والجيش بملاحقة واعتقال وقتل الثوار، وفي هذا الوقت تم تجفيف منطقة الأهوار ، من خلال تحويل تدفق نهري دجلة ونهر الفرات بعيدا عن الأهوار مع نقل إجباري للسكان المحليين إلى مناطق أخرى.
عجت مدينة البصرة بالاف المواطنين الغاضبين من مختلف المناطق والذين قصدوا هذه المدينة للاستفسار ومعرفة مصير ابنائهم من الجنود والضباط في الجيش بعد انسحابهم من الكويت وكانت الاجواء في البصرة مشحونة ضد النظام والسلطة وسط دخان حرائق آبار النفط التي أضرمتها قوات النظام في آبار النفط الكويتية وكان الناس ينتظرون مايحفزهم على الإنتفاض ضد النظام فكان قيام أحد الجنود الهاربين من محرقة الموت بإطلاق النار على تمثال رئيس النظام صدام حسين في ساحة سعد في المدينة في يوم 1 أذار 1991 كافياً لحدوث إنتفاضة.
في كردستان إنطلقت الإنتفاضة من مدينة رانية سميت (بوابة الإنتفاضة ) تزامنت مع بقية مناطق العراق وكانت السليمانية سباقة للإنتفاضة حينها نهضت في 3/5/1991 وتلتها أربيل التي نهضت في 11/3/1991 ودخل جيش النظام وتم قمع الانتفاضة وتدمير المدن الرئيسية في الشمال بالمدفعية فاضطر مثات الالاف من الرجال والنساء الأطفال والشيوخ إلى ترك مساكنهم والهجرة باتجاه الحدود التركية والإيرانية سيراً على الأقدام أو بالشاحنات بسبب قيام النظام بتحذير سكان المنطقة ومطالبتهم بترك مناطقهم خلال 24 ساعة من الزمن والا فسوف يكون مصيرهم الموت المحتم .
في منتصف مايس من عام1991 اصدر مجلس الأمن الدولي قراره المرقم (688) بإنشاء منطقة آمنة للكورد تحت اسم كردستان شمال خط العرض (36)، وطردت منها قوات جيش النظام.
ثارت السليمانية بأكملها، وترك أزلام النظام مقارهم وأوكارهم ويختبئوا في مقارهم الحزبية التي حاصرتها الجماهير الثائرة ، فيما تمكنت الجماهير في نهاية الأمر من اقتحام المقار الحزبية للنظام .
وفي طوزخورماتو فقد بدأت فيها الإنتفاضة بين العاشر والثاني عشر من اذار وقد تعاون المنتفضون مع البيشمركة، وقد فرت قوات النظام دون مقاومة، مع ذلك فقد تم قتل العديد من العناصر الحزبية التابعة للنظام في الهجوم على مقار الحزب، واستمرت سيطرة المنتفضين على المدينة ثلاثة أيام، حيث تقربت إليها قوات النظام من ثلاث إتجاهات وبدأ الهجوم عليها من على بعد كيلومتر واحد، وقد القت الطائرات العمودية على المقاومين قنابل النابالم والفسفورية استشهد حوالي 306 مواطن كردي من البشمركة والمواطنين بعد سيطرة دامت 11 يوماً لطوز خورماتوو من قبل قوات البشمركة، وكان السر في دفاع البيشمركة عن المنطقة هو أهميتها من الناحية التعبوية، لوقوعها على طريق بغداد كركوك.
امتد لهيب الانتفاضة إلى الأقضية والنواحي، حيث تمكنت الجماهير من السيطرة على المعسكرات بعد استسلام الجنود في كل من رانية ودوكان وسيد صادق وحلبجه. ورغم عفوية الإنتفاضة في إنطلاقتها، الا أنها لم تكن قاسية وإنتقامية في تعاملها مع الجنود. فقد سمح للجنود بترك المعسكرات والرجوع إلى أهاليهم مع تقديم كل المساعدات لهم من غذاء وملبس.