المسرى ـ تقرير غرفة الاخبار
تحل اليوم الذكرى الـ34 لانتفاضة شعب كردستان عام 1991، تلك اللحظة التي شكلت نقطة تحول فارقة في تاريخ الشعب الكردي وسمحت لهم بكتابة فصل جديد في نضالهم المستمر من أجل الحرية والكرامة. في 5 مارس من عام 1991، خرج الآلاف من المواطنين الكرد في مدن ومناطق كردستان العراق، متحدين نظام البعث، مطالبين بحقوقهم المشروعة ورافضين سياسات القمع والتهميش التي مارستها السلطات العراقية آنذاك.
تأتي هذه الذكرى لتذكرنا بتضحيات الشعب الكردي وصموده في مواجهة الظلم. ففي تلك الفترة، كان الشعب الكردي يعاني من التهميش الممنهج والعنف المستمر، خاصة بعد حرب الخليج الثانية عام 1990، حيث أدى القصف المكثف والتدمير إلى تفاقم معاناتهم. لكن انتفاضة 1991 كانت بداية النهاية لحالة القهر والظلم التي عاشها الأكراد لعقود طويلة.
عند انطلاق الانتفاضة، كان الشعب الكردي قد وصل إلى قناعة تامة بأن نظام صدام حسين لا يمكن أن يكون حلاً للمشاكل التي تواجههم. وقد شكلت الانتفاضة، التي بدأت في مدينة السليمانية وبقيادة الاتحاد الوطني وتوسعت إلى باقي المناطق الكردية، رفضاً قاطعاً للسلطة المركزية في بغداد ونداءً عالياً للحرية والاستقلال.
ورغم القمع الوحشي الذي تعرض له الشعب الكردي، إلا أن الانتفاضة أسفرت عن نتائج تاريخية تمثلت في إنشاء “المنطقة الآمنة” في شمال العراق، تحت إشراف الأمم المتحدة، ما أعطى للأكراد فرصة لتشكيل حكومتهم المحلية والتمتع بحكم ذاتي لأول مرة في تاريخهم.
ومع مرور السنين، ما زالت انتفاضة 1991 تمثل حجر الزاوية في التاريخ الكردي الحديث. حيث تمثل الذكرى فرصة لتجديد العهد بالاستمرار في النضال من أجل حقوق الشعب الكردي في العراق والمنطقة بشكل عام.
إن استحضار هذه الذكرى كل عام هو تذكير بعزيمة الشعب الكردي وإصراره على العيش بكرامة. وفي الوقت نفسه، يجب أن تظل هذه الذكرى دافعاً للأجيال الجديدة لمواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، فالشعب الكردي اليوم يواصل بناء مستقبله بشجاعة واصرار على الرغم من التحديات والصعاب التي ما زالت تعترض طريقه.
وبذلك، تظل انتفاضة شعب كردستان عام 1991 مصدر إلهام لكل الشعوب التي تطمح للحرية والعدالة، ودليلاً على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة الطغيان.