د. شيلان فتحي همووندي
حزبا الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، باعتبارهما من أكبر القوى الفائزة في انتخابات برلمان كردستان لعام 2024، يعكفان على العمل من اجل شكيل حكومة اقليم كردستان على أساس التوازن والمشاركة الحقيقية، وهذا يتيح الفرصة لخلق معارضة قوية تعمل على تحديد أسلوب عملها وبرامجها، ما قد يشكل تجربة جيدة لكلا الطرفين: السلطة والمعارضة.
يستطيع الاتحاد الوطني وبفضل الانتقادات الموجهة حكومة الاقليم بشأن ضعف االقرارات واختلال التوازن في تقديم الخدمات لمناطق الاقليم المختلفة ان يستفيد من الفرصة السانحة أمامه للمشاركة القوية في تشكيل الحكومة الجديدة، و تعزيز خططه ومنهاجه ورؤاه والتي ستكون أساساً مهماً لنجاح الحكومة المقبلة
، وفي الوقت نفسه يسعى للحفاظ على التوازن في اتخاذ القرارات، ليضمن عدم حدوث تهميش في تقديم الخدمات في مختلف مناطق كردستان.
لا يخفى على احد وجود مخاوف كبيرة تواجه الاقليم وشعبه. ويرتبط جزء كبير من منها بتوتر العلاقات بين القوى السياسية، إذ أن تدهور هذه العلاقات يعطي الفرصة لقوى أخرى لتهديد وزعزعة استقرار اقليم كردستان. ونتيجة لذلك، فإن الاتحاد يؤمن بضرورة توحيد الصف الكردي وتحمل المسؤولية الوطنية،
من أجل أن يكون إقليم كردستان قوياً. ولابد أن يكون للاتحاد الوطني رؤية مستقبلية شاملة مع مراعاة الوقائع التاريخية والمشاركين الفاعلين وفي النضال من اجل تحرير كردستان بمختلف قراه ومدنه، إضافة إلى توظيف مقاعد الاتحاد في خدمة الشعب، لأن الآتحاد ملتزم بشعبه ومدافع عن حقوقهم.
من المهم جدًا تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت، لكن الأهم من ذلك هو كيفية تشكيلها. ، هذه الحكومة ستكون في السنوات الأربع القادمة، أمام مسؤوليات كبيرة، فهل يمكنها أن تكون بنسوى تطلعات الشعب؟ هل ستتمكن من حل الأزمات وتجاوز العقبات وتصحيح الأخطاء، وتعزيز المؤسسات، وتوفير الفرص المتساوية للجميع؟
من الواضح أن حزب الاتحاد هو المعني بالاستماع لتطلعات الشعب وتحويلها إلى برامج عمل، لذا من الضروري أن يكون ممثلوه في الحكومة والبرلمان ممثلين حقيقيين للشعب، وأن يعملوا على تقديم الخدمات بشكل فعال. من اجل بدء صفحة. جديدة و استهلال فترة حكم مختلفة ينتظرها الجميع.