عباس عزيز
ما يحصل من استهداف ممنهج لمنصب رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس وفقا لقول المتنبي “اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة لي بالكمال” هو خير دليل على ان الرئيس يسير في الاتجاه الصحيح، وان الشجرة المثمرة يقذفها الناس بالحجارة.
التخرصات التي تصدر من هنا وهناك لبعض المحسوبين على السياسة من المتصيدين في الماء العكر ومحاولاتهم البائسة للنيل من الرئيس واضهار دوره بانه بروتوكولي وغير مؤثر، عدا عن كونها تجاوز وتجاهل صارخ لمواد الدستور فهي انكار لحقيقة بائنة وكذبة لن تنطلي على احد، لان رئيس الجمهورية عدا عن كونه حاميا للدستور وصائنا للوحدة الوطنية، فهو خيمة لكل العراقيين وهو يحمل هموم المواطنين في اي بقعة من ربوع الوطن.
يوم يخرج علينا فلان ويوم علان واخر فلتاوي لاستهداف رمز من رموز الدولة ليس لشيئ سوى، ان الرئيس رفض ان يخفي رأسه في الرمل كما فعل الاخرون وفضل ان يغرد خارج السرب، وان لا يسكت عن الانتهاكات والتجاوزات المستمرة على حقوق المواطنين وثرواتهم واهدار مئات المليارات وسرقتها دون وازع او رادع.
رئيس الجمهورية منذ توليه منصب الرئيس رفض تعيين مستشارين واكتفى بوجود مدراء لبعض الاقسام وسرح عددا من المستشارين السابقين، هذا فضلاً عن قيامه بتوزيع المنافع الاجتماعية المخصصة للرئيس عبر دفعات متلاحقة على ذوي الدخل المحدود من طلبة الجامعات والمعاهد في مختلف جامعات العراق دون تمييز، اضافة الى بناء وترميم المكاتب وتزويدها بالكتب، وغيرها من الاسهامات الاجتماعية والخيرية التي لايمكن حصرها ويرفض هو شخصيا الاعلان عنها والتباهي بها.
وخلال عدة لقاءات جمعتنا معا رفض، ان يكون جزءا من نظام المحاصصة المقيتة وفضل انتقاده من قبل بعض المرتزقة من الساسة ووسائل الاعلام على سعيه لشراء الذمم ودفع الاموال لتمجيده في وسائل الاعلام، وهو يؤكد دائما ان مهمة الشرفاء من الساسة ووسائل الاعلام الرصينة هي الكشف عن الخلل ومكامن القصور وتسليط الضوء على المشاكل والازمات التي تواجهها البلاد، بدلا من السعي لتجميل صور المسؤولين في الدولة، كما يحصل الان مع بعض المسؤولين، وكأن بناء مدرسة او تبليط شارع اوانشاء جسر وزرع شجرة هو منة من المسؤول على الشعب، وانجار ليس له مثيل ومجد لا يدنوه احد.
لا يخفى على احد حجم الفساد المتفشي في مختلف مفاصل الدولة ومؤسساتها والذي تتحملة السلطة التنفيذية بالدرجة الاولى، ومن ثم النظام والاحزاب الحاكمة، ورغم مرور سنوات على تولي حكومة السوداني مقاليد الحكم والوعود التي قطعها باجراء اصلاحات ادارية ضد الفاسدين وهم كثر وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة وتقديم المتورطين في الفساد وسرقة المال العام الى القضاء، الا انها كل تلك الوعود ما زالت حبراً على ورق، وبات اجراء الاصلاحات ضرب من الخيال وهو اضغاث احلام، ولدينا في ذلك نماذج وادلة كثيرة كما حصل مع نور زهير وشركائه من المسؤولين، هذا فضلا عن تورط مسؤولين كبار في الحكومة بعمليات تربح وفساد وتبييض اموال، وضع العراق بموجبها في مقدمة الدول الفاسدة، وبات الفساد والمحسوبية وسرقة المال العام وثروات البلاد احدى ابرز سمات الحكم الراهن.
إنه لمن سوء الحظ ألا ندرك ما يراد بنا، فنصرف عما ينبغي أن نفكر فيه كأفراد ومجتمعات، عبر ذر الرماد في العيون اذا ان الجهلة ممن يلبسون ثوب العلم من المنتفعين من مدفوعي الثمن، أخطر على المجتمع من كل ما ورد من فساد وتطاول على مقدرات البلاد، وهو ما يسترعى منا جميعا التصدي له والوقوف بوجهه وكشفه دون اي حرج.