التفرد الدبلوماسي
عطا كريم
ادارة السلك الدبلوماسي في اقليم كوردستان تشهد اسوء ايامها، في وقت يحظى السلك للكورد وكيانه باهمية، فهو مفتاح لفتح الباب على العالم الخارجي لايصال تطلعات ورغبات وحقوقه المشروعه ومد جسور التواصل وحشد الدعم المتين لكيان الاقليم الممتلئ مشاكل وازمات.
امثلة الامس تخبرنا ان اقليم كوردستان يعاني مشاكل كبيرة في الدبلوماسية، نظرا لعدم تحقيق مكاسب وانفتاحات وبناء علاقات متينة مضمونة الا اذا استثنينا بعض العروض والزيارات، وبالفعل تحول هذا الاخفاق الى خبرة، لاسيما في الـ 25 ايلول 2017 عندما قرر مسعود بارزاني اجراء الاستفتاء وتجلى بوضوح تخلي الدول عن الاقليم، في وقت تملك 40 دولة ووكالة دولية في العالم قنصليات وممثليات في اربيل العاصمة، في المقابل هناك 14 ممثلية لاقليم كوردستان في الخارج، تشرف عليها دائرة علاقات الخارجية.
هناك 193 دولة لها العضوية الرسمية في الامم المتحدة، الا ان الاقليم لديه علاقات متواضعة مع 14 دولة منها واختزلت تلك العلاقات لمصلحة حزب واحد، وتحتكر احيانا لصالح شخص واحد، لذا ليس من الممكن خدمة الدبلوماسية السامية والدبلوماسية الوطنية لاجل قضية الشعب الكوردي عبر هذه المعاملة الضيقة وهذه العلاقة المحدودة.
يقينا ان التفرد الدبلوماسي وجه ضربة موجعة لمحاولات بناء جسور توصل الاقليم بالعالم الخارجي. تتضح من احداث دول جوار الاقليم مدى ضعف دبلوماسية كوردستان، فالاخير لايقدر على تأسيس علاقات وطنية ومتوازنة لاتلحق الضرر بالاستقرار والامن الوطني، وخذ القصف والتدخلات العسكرية انموذجا.
ان الحزب الديمقراطي الذي يدير دائرة العلاقات الخارجية وينتمي اليه الرجل الاول في الدائرة، السبب في التفرد الدبلوماسي واحتكار هذا السلك، ولهذا تراه يتعامل باجندة حزبية، تلحق الضرر الكبير بعلاقات الاقليم مع العالم الخارجي، ولهذا يشكل انقاذ دبلوماسية الاقليم بداية موفقة لبناء علاقات وطنية متوازنة للاقليم، في وقت يستطيع الاقليم مد جسور افضل للتواصل بما عنده من علاقات دبلوماسية وليس كما هو عليه الحال الان، فهو في الحقيقة جسر حزبي مهزوز ويتسبب باخفاق النضال الدبلوماسي الكوردي، نضال يحتاج اليه الاقليم اكثر من اي وقت مضى.