وكالات
تعرض رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، خلال تواجده في العاصمة البريطانية لندن للرشق بالبيض على يد الجالية الكردية، احتجاجا على ممارساته.
ورفعت الجالية الكردية في بريطانيا خلال رشقهم موكب سيارات بارزاني بالبيض، شعارات تندد بسوء ادارته للحكومة وتذكر بملف معتقلي بهدينان وكبت الاصوات الحرة وقمع حرية التعبير.
وتجمعت الجالية الكردية في العاصمة البريطانية لندن امام المبنى التي من المقرر ان يحتضن الاجتماعات التي يحضرها رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني.
بدورها اعتبرت النائبة في برلمان الاقليم عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستان روزان محمد، ان ما بدر من الجالية الكردية في بريطانيا رد فعل على سياسات رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني في قمع الاصوات الحرة لاسيما في بهدينان التي شهدت اعتقال العديد من الصحفيين والنشطاء المدنيين.
واضافت انه نتيجة السياسات الخاطئة التي اتبعتها حكومات اقليم كردستان المتعاقبة هاجر العديد من شباب كردستان الاقليم، معتبرة ان حادث رشق رئيس الحكومة مسرور بارزاني بالبيض رد فعل على حالة اللاعدالة التي انتهجها رئيس الحكومة ضد الصحفيين والنشطاء.
محادثات مع بوريس جونسون
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني قد التقى في لندن، الثلاثاء 19 نيسان (أبريل) 2022، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لحكومة إقليم كردستان، تمت في الاجتماع، مناقشة آخر تطورات الوضع ومستجداته في العراق والمنطقة، إلى جانب التباحث حول العلاقات بين إقليم كردستان وبريطانيا.
وأشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أواصر الصداقة والعلاقات التاريخية التي تربط بريطانيا بإقليم كردستان، وتحدث عن زيارته إلى إقليم كردستان، واعتبرها واحدة من الزيارات التي لن تنسى على الإطلاق، وأعرب عن أمله بأن تسنح له الفرصة لزيارة أربيل مرة أخرى.
وجدد رئيس الوزراء البريطاني استعداد بلاده لمساعدة إقليم كردستان في المجالات كافة، كذلك أبدى دعمه لحل المشاكل بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية على أساس الدستور.
هذا وقدم رئيس حكومة إقليم كردستان الشكر الى بريطانيا والتحالف الدولي على تعاونهما المستمر مع إقليم كردستان ودعمه في التصدي للإرهاب ومواجهة مخاطر إرهابيي داعش.
العراق لم يكن يوما بلدا متطورا
الى ذلك، قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، الأربعاء، ان الوقت حان كي يعمل العراقيون بشكل مختلف بعيدا عن الخوف والترهيب، لضمان عدم تكرار المآسي التي حدثت في الماضي.
وجاءت تصريحات مسرور بارزاني، خلال مشاركته في مناقشة أجراها معهد تشاثام هاوس في بريطانيا.
وقال مسرور بارزاني، ان العراق لم يكن يوما بلدا متطورا بعد اتفاقية سايكس-بيكو، ولم ينعم بالأمن والإستقرار منذ أمد بعيد، مؤكدا إن التأثيرات والتدخلات الخارجية أعاقت إدارة البلد.
وأشار الى ان قرار المحكمة الاتحادية بإبطال قانون النفط والغاز لحكومة الاقليم، هو قرار سياسي، مؤكدا ان الإقليم يعرف هوية من يقف خلف مثل هذه القرارات.
وشدد رئيس حكومة الإقليم على أهمية تحديد المشاكل بشجاعة وإيجاد الحلول لها عبر الحوار، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية بناء الثقة بين المكونات والأطراف السياسية العراقية، وان يدير السكان الأصليون في العراق مناطقهم، و يتعين توزيع القوة والصلاحيات على الجميع.
ولفت مسرور بارزاني الى انه ورغم ان إقليم كردستان شريك أساسي في البلاد إلا أنه يقاتل من أجل الحصول حقوقه الدستورية، وأنه لم يحصل على حصته من الموازنة المالية الاتحادية منذ عام 2014، بإستثناء أشهر قلائل، وهذا يعيق التطور والتقدم في الإقليم.
واكد بارزاني ان النظام الكونفدرالي سيمنح قوة أكثر للمكونات، لافتا الى انه ينبغي أن يصب نظام الحكم في العراق في مصلحة المكونات، وان تكون مصلحة العراق أولوية وأهم من مصلحة باقي البلدان.
من جهة أخرى جدد مسرور بارزاني دعوته لحزب العمال الكردستاني لمغادرة أراضي الإقليم، واصفا العلاقات بين الإقليم وتركيا بأنها “طبيعية”.
وقال مسرور بارزاني “نحن منذ بداية تسعينيات القرن المنصرم لدينا مؤسسات رسمية من حكومة وبرلمان، وحزب العمال جاء الى مناطقنا ولا يحترم الكيان الدستوري للإقليم ولا حدوده”. وتابع “بدلا من ان يقاتلوا على اراضيهم جاءوا الينا”، مضيفا “نحن بذلنا قصارى جهدنا لحل هذا المسألة، ولكن استمرار معارك الحزب وتركيا يؤثر علينا بشدة”.
واشار مسرور بارزاني الى ان هناك 800 قرية لا يمكن لسكانها العودة إليها بسبب الصراع الدائر بين حزب العمال وتركيا، مؤكدا ان “الخيار الأفضل هو ان يغادر الحزب أراضينا وليمارس نشاطه في مناطقه وان يحل مشاكله هناك بعيدا عنا”، وقال “نحن لا نعتقد ان العنف سيفضي لحل للمشاكل بل نؤمن ان الحوار هو السبيل الوحيد لذلك”.
ووجه رئيس حكومة إقليم كردستان حديثه للعراقيين قائلا: أقول لإخوتي في الأنبار والموصل والنجف وبعقوبة، حان الوقت للعمل بشكل مختلف وبشكل سلمي، وينبغي ألا يتكرر الخوف والترهيب وألا تُعاد مآسي الماضي، يجب ان نبني الثقة وأن نتشارك في إدارة البلاد ولمصلحة كافة العراقيين.
بديل للغاز الروسي إلى أوروبا
تحدث رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشأن رغبته في تصدير الطاقة إلى أوروبا وتقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسيين، وفق «رويترز».
وقال بيان حكومي بريطاني بشأن اجتماع بين الزعيمين في لندن: «رئيس الوزراء بارزاني تحدث بشأن تطلعاته لتصدير الطاقة إلى أوروبا، وأشاد رئيس الوزراء (البريطاني) بجهوده للمساعدة في تقليل الاعتماد الغربي على النفط والغاز الروسيين.