المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
استأنف مجلس النواب العراقي جلساته مجدداً ولكن ليس لاختيار رئيس الجمهورية أوتشكيل الحكومة الجديدة وبرنامجها الحكومي للسنوات الأربع القادمة والتي تعتبر عقدة الأزمة السياسية الحاصلة منذ ما يقارب ستة أشهر، وإنما لمناقشة مشروع قانون حظرالتطبيع واقامة العلاقات مع إسرائيل، إلى جانب استكمال المناقشات من أجل تشكيل اللجان النيابية الدائمة.
فجوة عميقة
ويقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتورغازي فيصل حسين لـ( المسرى) إن ” هناك فجوة عميقة في الرؤى بين التحالف الثلاثي الذي ينادي الأغلبية والاطار التنسيقي الذي يريد التوافق، وأنه لا يمكن اليوم العودة لما قبل انتخابات2021 ، وإنما البلاد اليوم أمام خارطة سياسية جديدة في مجلس النواب تبرز فيها حجم التباين الكبير بين الاتجاهيين”، مشيراً إلى أنه “في حال ذهاب جميع النواب المستقلين والمحايدين للتحالف مع جبهة التحالف الثلاثي ( إنقاذ وطن) ستحل المشكلة، علماً أن المستقلين ليسوا حزباً أو كتلة أو تجمعاً واحداً، إنما وحدتهم تكمن في آيدولوجيتهم وثقافتهم الوطنية العامة”.
استجابة
ويرى حسين أن ” استجابة النواب المستقلين في البرلمان العراقي لمبادرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كانت جيدة وايجابية فيما يتعلق بدعوتهم لتشكيل الحكومة، وتعتبر في الوقت ذاته خطوة نحو الانفراج في الأزمة السياسية الراهنة التي تعانيها البلاد، من أجل الذهاب لاستكمال الأجندة والتوقيتات الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء”، مبيناً أن ” الاستجابة لتلك الدعوات سيفتح الباب نحو حقبة وطنية جديدة تتضمن إجراءات واستراتيجية بناءة للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومواجهة طبقة الفساد السياسي والمالي، وكذلك الاستجابة لمطالب الشعب العراقي في تحقيق العدالة ومواجهة البطالة والتضخم والفقر والجوع وغيرها من القطاعات الحيوية في البلاد كالزراعة والصناعة وتقديم الخدمات”.
نهاية العملية
أما الباحث والخبير في الشأن السياسي الدكتور قحطان الخفاجي فيرى أن” العملية السياسية في البلاد قد وصلت إلى نهايتها ،ولا أفق واضح لحلحلة هذا الانسداد،وذلك لأسباب خارجية تتعلق بالخلاف الأميركي الإيراني الذي لم يعد يقبل الحلول وأنصاف الحلول أو الحلول التوافقية نهائياً، في وقت واشنطن تريد أن تُحجم طهران في العراق لتقلل دورها في المنطقة”، موضحاً أن” هذا التحجيم لا يحصل إلا بتقليل دور الفصائل المسلحة والاطراف المرتبطة بإيران في البلاد، أضف إلى ذلك أن الأحزاب السياسية لا تملك رأياً شخصياً لذاتها، وإنما تابعة للإرادات خارجية ، وبالتالي هذا الاختلاف في المواقف والآراء الخارجية يعني الاختلاف في الآراء والأفكار داخل البلاد”.
تناقضات شخصية
وأكد الخفاجي أن ” حجم التناقضات الشخصية كذلك زادت الطين بلة ما بين القوى السياسية التي خلقت تخندقات أضيق من التخندقات السابقة ومصالح شخصية أوسع وخلافات بينية كبيرة، لأجل هذا كله من المستبعد أن تُحل تلك المشكلة السياسية الحاصلة حالياً في البلاد، بل على العكس سيكون هناك تصعيد أوسع بين جبهتي الصراع”، لافتاً إلى أن ” استمرار هذا الوضع سيكون لا محالة سيؤدي إلى نهاية هذه العملية السياسية ، وربما التوجه إلى انتخابات مبكرة أخرى أو التغيير الجذري في المشهد السياسي وشخوصها”.
بين الرفض والقبول
وأعلن الاطار التنسيقي أنه ليس بالضد أو رافض للأغلبية السياسية التي ينادي بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منذ أعلان نتائج الانتخابات المبكرة وإعلان التحالف الثلاثي على إثرها، وإنما الاطار هو ضد الاغلبية التي تقصي باقي الأطراف.