إستبعد المحلل السياسي رياض الوحيلي ان يتم التمديد لرئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي، مشددا على ان النواب المستقلون والاطار التنسيقي وحلفائه يرفضون ذلك.
وقال الوحيلي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة قناة المسرى، ان “المستقلين قسمان هناك منهم من يميلون الى بعض الأحزاب وقد يذهبون اليها وهم في الظاهر مستقلون وهناك مستقلون بشكل بحت وهم حاليا يدرسون مبادرتي الاطار التنسيقي والتيار الصدري”.
رياض الوحيلي: التمديد للكاظمي أمر شبه مستحيل
وأضاف بان “مبادرة الاطار التنسيقي أعطت دورا كبيرا للمستقلين ومنها اعطاءهم منصب رئيس الوزراء وفق منهج، اما مبادرة التيار الصدري لا يمكن ان نطلق عليها مبادرة بقدر ما هي محاولة لاستمالة المستقلين الى التحالف الثلاثي لتغيير المعادلة لصالح التحالف”، لافتا الى ان “المستقلين اليوم يدرسون المبادرتين وقد يرجحون كفة مبادرة الاطار التنسيقي لان بها منصب رئيس الوزراء للمستقلين بينما مبادرة التيار الصدري تعطي المستقلين الوزارات وليس منصب رئيس الوزراء”.
واشار الوحيلي الى ان “مبادرة التيار الصدري قد تكون بإتجاه إستمالة المستقلين لتحقيق أهداف التيار واعضاء التحالف الثلاثي كل من تحالف السيادة والحزب الديمقراطي”، لافتا الى انه تم الاستحواذ على اللجان النيابية من قبل التحالف الثلاثي فكيف يكون للمستقلين دور؟، معربا عن إعتقاده بأن مبادرة التيار الصدري هي محاولة لاكمال العدد اللازم لانتخاب رئيس الجمهورية وربما لا يفي التحالف الثلاثي بوعوده بشأن المستقلين.
رياض الوحيلي: أي رئيس وزراء مستقل لن يكون من خارج البيت الشيعي
ويرى الوحيلي ان الكثير من المستقلين لن ينظروا الى مبادرة التيار الصدري انما سيدرسون مبادرة الاطار التنسيقي والتي فيها انصاف لهم ومنحهم منصب رئيس الوزراء، مشددا على ان الكرة اليوم في ملعب المستقلين لدراسة مبادرة الاطار التنسيقي.

وعن السبب في عدم نجاح المبادرات في انهاء الانسداد السياسي، قال الوحيلي ان التيار الصدري لازال متمسكا بما يسمى بحكومة الأغلبية وهي بالاسم فقط فهي في الحقيقة حكومة توافقية بين اطراف التحالف الثلاثي وتؤدي لحرمان الكثير من الكتل، معربا عن إعتقاده ان التيار الصدري لم يأخذ مبادرات الاطار التنسيقي بجدية، أما المبادرة الاخيرة للاطار التنسيقي تشرك المستقلين وتطرح تسمية رئيس الوزراء من المستقلين حتى لا يكون هناك تصلب من قبل التيار الصدري كما المرات السابقة.
وشدد الوحيلي على ان وجود قسمين من المستقلين سيؤثر على تعاطيهم مع المبادرات السياسية، مشيرا الى ان هناك نواب مستقلون يميلون الى جهة التحالف الثلاثي وهناك نواب ربما يميلوا الى مبادرة الاطار التنسيقي، لافتا الى انه هناك رؤية لدى قيادات الاطار التنسيقي في انه يجب تشكيل الكتل الأكبر من قبل الاطار التنسيقي والتيار الصدري ويتم اختيار مرشح مستقل لتشكيل الحكومة، مؤكدا ان قيادات الاطار التنسيقي متمسكة بالتحالف مع التيار الصدري لأن منصب رئيس الوزراء من حق المكون الشيعي حتى وان كان المرشح له من المستقلين.
رياض الوحيلي: التيار الصدري لا يتعاطى بجدية مع مبادرات الإطار التنسيقي

وتابع الوحيلي ان التيار الصدري لازال مصرا على ان تكون الكتلة الاكبر من ضمن التحالف الثلاثي والذي يضم التيار الصدري وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكوردستاني وهذا سابقة جديدة في العرف السياسي فهو كما نعرف انه يتم ترشيح رئيس الوزراء من قبل الكتلة الاكبر الشيعية وليس من التحالف المتعدد المكونات.
واشار الوحيلي انه حتى وان كان رئيس الوزراء مستقلا فإن هناك منهاج سيوضع وسيكون من النواب المستقلين الشيعة ولن يخرج من الاطار الشيعي، لافتا الى انه ربما بسبب التفتت قد يكون هناك ضعف في الموقف الشيعي في ان يكون المرشح لرئاسة الجمهورية من المستقلين وليس من كتلة أكبر شيعية.
ولم يستبعد الوحيلي تحريك الشارع ضد رئيس الوزراء المقبل المستقل، مبينا ان قادة الاطار التنسيقي يريدون تشكيل الكتلة الاكبر والتفاهم مع التيار الصدري للخروج من الازمة السياسية، مشددا على انه ان إلتزم الجميع بالمنهاج الوزاري فسيتم الخروج من هذه الازمة ولن تخرج مظاهرات مناوئة لرئيس الوزراء، اما ان لم يتم الالتزام فربما ان لا تبقى الحكومة اكثر من عام او عامين.
وانتقد الوحيلي ما اسماه تمسك بعض الاطراف في التحالف الثلاثي بتشكيل حكومة الاغلبية التي لم يتم تشكيلها لحد الآن ولا يمكن تشكيلها، مشددا على انه هناك أطراف من التحالف الثلاثي يفضلون بقاء حكومة تصريف الاعمال، لافتا الى انه ربما يقدم نواب طلبا للمحكمة الاتحادية بحل البرلمان واجراء انتخابات جديدة حيث لا يمكن بقاء الوضع متأزما بهذا الشكل، محذرا من الذهاب الى طريق مسدود اذا لم يتم التعاطي بشكل جدي من قبل التحالف الثلاثي مع مبادرة الاطار التنسيقي.
وعن خيار بقاء الرئاسات الثلاث في مناصبها اعرب الوحيلي عن إعتقاده بأن هذا الطرح غير واقعي فحتى لو تم اعادة انتخاب رئيس البرلمان لكن هناك خلاف على اعادة انتخاب رئيس الجمهورية في ظل رفض الحزب الديمقراطي واطراف التحالف الذي باعادة انتخابه.
وفيما يتعلق ببقاء رئيس الوزراء الكاظمي في منصبه اوضح الوحيلي ان هناك اصرار من أغلب قيادات الاطار التنسيقي بعدم التجديد للكاظمي بإعتبار ان حكومته لم تعالج الكثير من المشكلات بما فيها الخارجية مثل دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية والوجود الأمريكي في العراق وارتفاع اسعار المواد الغذائية وسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي، مشددا على ان كل هذه العوامل تجد من التمديد للكاظمي أمرا شبه مستحيل.
