عده .. محمد البغدادي
شنت الولايات المتحدة اليوم الأحد ، هجمات جوية فجرًا في الساعة 2:30 صباحًا استهدفت منشآت نووية حساسة، من بينها موقع فوردو ونتانز.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الإيرانية طلب عدم الكشف عن هويته وفق وكالة ( رويترز ) أن:”عدداً من القاذفات الأمريكية من طراز B-2 شاركت في تنفيذ الضربات، ويُعتقد أنها استخدمت قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، وهي الوحيدة القادرة على اختراق المرافق المدفونة مثل فوردو”.
ووفق الصحيفة”لم يتضح بعد ما إذا كانت طائرات حربية أمريكية أخرى شاركت في الهجوم، فيما لم تُعلن أي جهة رسمية أمريكية تفاصيل العملية حتى الآن”.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن:”الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لم يبذل أي جهد لتبرير الهجوم في منشوراته الأخيرة على منصة تروث سوشال”، رغم ما وصفته الصحيفة بـ”خطورة العملية التي تعد هجومًا استباقيًا لمنع إيران من الوصول إلى المرحلة النهائية في تطوير قنبلة نووية”.
وأوضح التقرير أن:”خبراء أمريكيين في الشأن الأمني اعتبروا قرار ترامب “بداية لفصل جديد في السياسة والأمن في الشرق الأوسط”، محذرين من أن:”هذه الخطوة تمثل مشكلة كبيرة قد تُشعل موجة جديدة من الصراع والردود المتبادلة”.
وكما نقلت الصحيفة عن المسؤولين الإيرانيين قولهم إن:”القيادة في طهران ستواجه ضغوطًا داخلية واسعة للرد على الولايات المتحدة، وحلفائها، ومصالحها في المنطقة”، في وقت يُرجّح أن تتسع رقعة التوتر لتشمل مناطق خارج إيران مع رصد حالات استنفار أمني لبعض دول المنطقة.
وقبل قليل، أعلن ترامب أن:”الولايات المتحدة نفذت ضربات ناجحة على منشآت نووية إيرانية”، مؤكدًا أن:”الوقت قد حان لتحقيق السلام”، في مؤشر على تحول خطير في طبيعة التدخل الأمريكي بالمنطقة. حسب رويترز

في الاثناء ، أصدرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بياناً حول التي طالت مواقع نووية في فوردو وأصفهان ونطنز، والتطورات المرتبطة بها.
وأفادت (وكالة تسنيم الدولية للأنباء) بأن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قالت في بيان لها، “على إثر الهجمات الهمجية التي شنّتها إسرائيل خلال الأيام الماضية، تعرّضت المواقع النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان فجر اليوم لاعتداء وحشي يتنافى مع القوانين الدولية، ولا سيما معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT).
وفق ( تسنيم ) “قد أعلن العدو الأمريكي، من خلال الفضاء الإلكتروني وعلى لسان رئيسه، تحمّله مسؤولية هذا الهجوم على المواقع المذكورة، وهي مواقع تخضع لمراقبة دائمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقاً لاتفاقية الضمانات ومعاهدة NPT. ونتوقع من المجتمع الدولي أن يدين هذه الفوضى القانونية القائمة على منطق شريعة الغاب، وأن يقف إلى جانب إيران في سبيل نيل حقوقها المشروعة”.
وتطمئن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الشعب الإيراني العظيم بأنها، رغم مؤامرات الأعداء الخبيثة، وبهمّة آلاف العلماء والمتخصصين الثوريين والمتحمسين، لن تسمح بوقف مسار تطوير هذه الصناعة الوطنية، التي هي ثمرة دماء الشهداء النوويين.
وقد وضعت المنظمة في صلب أولوياتها الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني النبيل، بما في ذلك المتابعة القانونية اللازمة. حسب (وكالة تسنيم الدولية للأنباء).
عراقجي : أحداث هذا الصباح فظيعة وستكون لها عواقب وخيمة
وفي أول تصريحات دبلوماسية من الجانب الإيراني، بعد الضربات الأميركية على منشآت نووية إيرانية، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الولايات المتحدة ارتكبت انتهاكات خطيرة، وإيران تحتفظ بكل الخيارات، للدفاع عن نفسها.
وفي تغريدة على منصة “إكس”، قال عراقجي إن الولايات المتحدة ارتكبت انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بمهاجمة منشآت نووية إيرانية سلمية. وفق سكاي نيوز عربية
وأضاف: “أحداث هذا الصباح فظيعة وستكون لها عواقب وخيمة. يجب على جميع أعضاء الأمم المتحدة أن يشعروا بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي والخروج على القانون والخطير للغاية”.
وشدد: “وفقا لميثاق الأمم المتحدة وأحكامه التي تسمح بالرد المشروع دفاعا عن النفس، وإيران “تحتفظ بكل الخيارات” للدفاع عن سيادتها بعد الضربات الأميركية”.
بيان الخارجية الإيرانية
وعودة الى طهران ، فقد أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً بشأن بقصف المنشآت النووية ، حيث أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء “بأن وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية أدانت بأشد العبارات العدوان العسكري الأميركي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية – والذي ارتكب في انتهاك صارخ وغير مسبوق لأهم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي – وحملت الحكومة الأميركية المحرضة على الحرب والمخالفة للقانون مسؤولية الآثار والعواقب الخطيرة للغاية لهذه الجريمة الكبرى”.
وجاء في البيان: إن العدوان العسكري الأميركي على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية لدولة عضو في الأمم المتحدة – والذي تم تنفيذه بالتواطؤ والتعاون الإجرامي من قبل إسرائيل ،أظهر مرة أخرى ذروة الغباء والقبح الذي يهيمن على السياسة الأميركية وعمق العداء والكراهية لدى النخبة الحاكمة في أمريكا تجاه الشعب الإيراني الإسلامي المحب للسلام والساعي إلى الاستقلال”.
تعترف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحقها في الدفاع عن نفسها بكل قوتها ضد العدوان العسكري الأمريكي والجرائم التي ارتكبها هذا الكيان المارق.
إن جريمة أمريكا بمهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية، والتي ارتكبت صباح اليوم العاشر من العدوان العسكري الإسرائيلي على الأمة الإيرانية، كشفت للجميع التواطؤ الإجرامي لأمريكا ومشاركتها مع إسرائيل في التخطيط والهجوم العسكري على إيران، وأظهرت أكثر من أي وقت مضى الحقيقة العارية وهي أن السياسة والحكومة في أمريكا أصبحت في أيدي عصابة صهيونية فاسدة وإجرامية استخدمت ثروات وأرواح وسمعة الأمريكيين كأداة لتحقيق أهدافها الإجرامية في العالم ومنطقة غرب آسيا.
إن الهجوم العسكري الأميركي على المنشآت النووية السلمية الإيرانية ليس فقط انتهاكاً صارخاً وغير مسبوق لميثاق الأمم المتحدة، وخاصة مبدأ حظر استخدام القوة واحترام وحدة أراضي الدول وسيادتها الوطنية، بل أيضاً انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2231 وضربة رهيبة لنظام منع الانتشار النووي ارتكبها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وتذكّر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأمين العام للمنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من الجهات الدولية المختصة في اتخاذ إجراءات عاجلة ضد هذا الانتهاك الإجرامي للقانون، وتؤكد أن الصمت في مواجهة هذا العدوان الصارخ يضع العالم في خطر غير مسبوق.




