حسن الكعبي
تعتبر رواية “ثرثرة فوق النيل” للأديب العالمي نجيب محفوظ، أهم مرحلة من مراحل التمثيل الرمزي في مشروع محفوظ السردي، والذي عمل من خلاله على مقاربة الواقع السياسي المصري والعربي وأسباب الأزمات الحافة به، فالرواية كانت بمثابة نبوءة واستقراء لنكسة 1967 قبل وقوعها بعامين، ومن هذا المنطلق في التمثيل الرمزي أقدم المخرج حسين كمال على إنتاج فيلمه المهم “ثرثرة فوق النيل” عام 1971، المأخوذ عن هذه الرواية، وبالاسم نفسه، ومن تمثيل أحمد رمزي وسهير رمزي وميرفت أمين وعماد حمدي وماجدة الخطيب وعادل أدهم وصلاح نظمي واحمد توفيق.
يتناول الفيلم الواقع الاجتماعي في مصر بعد وقوع الهزيمة في 5 يونيو 1967، من خلال استعراض عدد من الشخصيات، التي تحاول الهروب من الواقع اليومي الذي يحيط بها، عن طريق المخدرات، حيث تجتمع هذه الشخصيات بشكل دوري في عوامة الممثل “رجب القاضي/ احمد رمزي” المطلة على نهر النيل من أجل تعاطي الحشيش واللهو، ومن بينهم الموظف المحبط أنيس زكي، الذي جسده ببراعة الممثل عماد حمدي، فقد كشف حمدي عن موهبة كبيرة في أداء دور المسطول الساخر من الواقع المأزوم، وقد غطى أداءه على مساحة العمل واستحوذ عليها بالكامل، بحيث إن الفيلم ارتبط ارتباطا وثيقا بعماد حمدي، وأصبح حضور شخصيات العمل – رغم أهميتها- شاحبا إزاء هذا الأداء البارع، الذي كشف عن إمكانيات عماد حمدي المذهلة، والتي لم تستغلها السينما المصرية التي وضعته في سياق الشخصية النمطية في رحلته الفنية الطويلة.


