المسرى ـ خاص
في إنجاز هندسي نادر من نوعه في المنطقة، استطاع المواطن العراقي “محمود” ان يضع العراق على خارطة الابتكار العالمي في مجال صيانة هياكل السيارات، من خلال تقديمه تقنية حديثة تُعرف باسم PDR (Paintless Dent Repair)، تتيح إصلاح الهيكل الخارجي للمركبات دون الحاجة إلى الطلاء أو استخدام المواد الكيميائية التقليدية، وبنسبة نجاح تصل إلى 100% في بعض الحالات.
منذ عام 2017، كان محمود أول من أدخل هذه التقنية إلى العراق، معتمداً على خبرته الهندسية ورؤية شاملة لتطوير هذا المجال. وقد شاركته زوجته في هذا المشروع الريادي، ليس فقط من خلال الدعم اللوجستي، بل عبر تأسيس قاعدة عمل احترافية، ساعدت على جعل تقنية “بي دي آر” خياراً واقعياً ومطلوباً في سوق الصيانة المحلي.
تقنية PDR تُعد من أكثر الطرق تقدماً واعتماداً في الأسواق العالمية لإصلاح الأضرار الناتجة عن الخدوش أو الصدمات الطفيفة، إذ تعتمد على أدوات دقيقة وتقنيات فنية متقدمة تُعيد الصفائح المعدنية إلى شكلها الأصلي، دون الحاجة إلى إعادة الطلاء أو استخدام مواد مالئة تؤثر على هيكل السيارة وقيمتها السوقية.
لكن مساهمة محمود لم تقتصر على التطبيق المهني للتقنية، بل تجاوزت ذلك إلى نقل المعرفة وبناء جيل جديد من المهنيين. فقد أطلق برامج تدريبية واسعة تستهدف الشباب العراقيين الراغبين في دخول مجال سمكرة السيارات الحديثة، مقدماً بذلك نموذجاً متكاملاً لتطوير قطاع الصيانة المحلي بطريقة مستدامة.
وقال في مقابلة مع المسرى: “نحن لا نقدم خدمة فقط، بل نبني صناعة. رؤيتي هي خلق جيل جديد من الفنيين العراقيين الذين يمتلكون المهارة والمعرفة ليكونوا جزءاً من سوق العمل العالمي، وليس المحلي فقط.”
ويأمل محمود، من خلال هذه المبادرة، في تعزيز ثقافة الابتكار داخل القطاعات المهنية، وتمكين الشباب من إيجاد بدائل عملية لمواجهة البطالة عبر التدريب المهني الحديث.
وتشهد ورشته اليوم إقبالاً واسعاً من الزبائن والمتدربين على حد سواء، ما دفعه إلى التفكير بالتوسع وافتتاح فروع جديدة داخل العراق، ليُرسخ بذلك مكانته كأحد الرواد في تطبيق تقنية PDR، وليبرهن أن الإبداع والتميز لا يعرفان حدوداً حتى في أصعب البيئات.


