المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
أدى تأخر تشكيل الحكومة إلى تعريض الواقع الاقتصادي للبلد لمشاكل لا تحمد عقباها، وقد خلقت أزمات ليست سياسية فقط، وإنما اقتصادية على مستوى حركة السوق التجارية والسوق المحلي الذي بات متأثراً بموجات الصراع السياسي وبالتالي فأن التعاملات المالية الكبيرة باتت متوقفة، ومايجري يكاد يكون فقط لتمشية الحال، والجميع ينتظر إلى ما ستؤول إليه الأمور.
حركة السوق
ويقول أحد الكسبة صاحب مطعم في الديوانية محمد أبو زهراء لـ( المسرى) إن ” تأخر تشكيل الحكومة أثر بشكل كبير على حركة السوق وشيوع الغلاء في المجتمع ولمختلف السلع الغذائية، وهو ما أثر على المواطن وحتى أصحاب المحلات والكسبة”، موضحاً أن محله ( المطعم) بسبب ارتفاع الأسعار يكاد يكون خالياً من الزبائن ، والمواطن الذي كان يأتي بشكل شبه يومي إلى مطعمه لتناول الغذاء، الآن أصبح بالأسبوع أو الأسبوعين يأتي مرة واحدة”.
سعر الصرف
وطالب أبو زهراء المسؤولين بسرعة تشكيل الحكومة وتخفيض سعر صرف الدولار،لأنه أثر بشكل كبير على ارتفاع أسعار السلع الغذائية، ورفع قيمة الدينار العراقي لتعود الأمور على ما كانت عليه سابقاً، خدمة للطبقة الفقيرة والمتوسطة في المجتمع”، منتقداً قادة الأحزاب بتأخير تشكيل الحكومة، قائلاً ليس هناك من داع لتأخير تشكيل الحكومة، أشهر عدة مضت على إجراء الانتخابات والبلاد لحد اليوم بدون حكومة كاملة الصلاحية، وهذا الأمر غير موجود في دول العالم إلا في بلادنا العراق”.
الغلاء أرهقنا
ومن جهته يقول أحد مواطني مدينة الديوانية الحاج أبو رشا لـ( المسرى) إن” حالة الغلاء التي نعيشها قد أرهقتنا، لأن ما نستلمه من الراتب التقاعدي لا يكفينا لعيش حياة رغيدة، أيام معدودة وينتهي الراتب، بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار العراقي”، مطالباً الحكومة العراقية بالعمل على خفض سعر الدولار وإعادة الامور كما كانت عليه سابقاً، والإسرع بتشكيل الحكومة خدمة للطبقات الفقيرة في المجتمع، وإيجاد فرص عمل للشباب والعاطلين عن العمل، لكي لا يسوء حال المجتمع اكثر”.
حركة ونشاط
أما المواطن رائد كريم الذي يملك مطعماً في الديوانية فتحدث لـ( المسرى) قائلاً إن ” الوضع سابقاً في البلاد مقارنة بالوضع الحالي كان افضل، من ناحية انخفاض الأسعار ووجود سيولة نقدية ووجود حركة ونشاط في حركة الأسواق، أما اليوم فنرى ركوداً في الأسواق”، مبيناً أن ” أحد أسباب هذا الركود هو ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار كل السلع الغذائية وغيرها، والغريب أن الارتفاع لا يحصل مرة واحدة، وإنما كل يوم وبشكل مستمر”، داعياً الحكومة العراقية والمعنيين إلى إيجاد حل لهذه المسألة خدمة لأصحاب المحلات والكسبة والمواطنين”.
قلة الأرباح
وفي السياق ذاته يقول المواطن أبو سيف أحد أصحاب الأفران في الديوانية لـ( المسرى) إن” ارتفاع سعر الدولار أثر بشكل كبير على عمل الأفران وعلى حياة المواطنين وحركة السوق بشكل عام، ارتفعت الأسعار وقلت الأرباح وتدمرت حركة الأسواق”، موضحاً أن ” سعر كيس الطحين سابقاً كان بحدود 20 – 21 ألف دينار، أما اليوم فوصل سعره 47 الف دينار وهو في تصاعد”، داعياً الحكومة بدعم الكسبة وأصحاب الأفران لكي يقدموا خبزاً مدعوماً بأقل الأسعار للشعب”.
إجراءات عاجلة
ويعد أرتفاع أسعار السلع الغذائية شيئاً عالمياً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثير ذلك واضح على جميع دول العالم، ولكن في العراق اضطرت الحكومة في العام 2020 إلى اتخاذ جملة من الإجراءات العاجلة لمواجهة الأزمة المالية خلال جائحة كورونا وتراجع أسعارالنفط وهوتغيير سعر صرف الدينار مقابل الدولار.