توقفت طبول الحرب العراقية الايرانية في 8/8/ 1988 لكنها لم تهدأ من الناحية الفعلية ، كونها خلفت قتلى وجرحى وثكالى ومفقودين مازال مصيرهم مجهولا ورفات في ساحة المعركة وبيوت خاوية واستحقاقات وتعويضات جلبت على العراق الويلات والبؤس مازال الشعب العراقي يدفع ضريبتها.
كانت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) أطول حرب في القرن العشرين وأحد أكثر الصراعات دموية وكلفة من الناحية الاقتصادية والبشرية.

بدأت الحرب في 22 سبتمبر/ أيلول 1980 على طول الحدود المشتركة بين البلدين. في حين ادعى النظام السابق أن الحرب بدأت في الرابع من سبتمبر/ أيلول عندما قصفت إيران عدداً من النقاط الحدودية. وفق روايته
وانتهت الحرب بوقف إطلاق النار عام 1988. وعلى الرغم من انسحاب القوات وعودتها إلى مواقعها التي كانت تتمركز فيها قبل الحرب، إلا أن الطرفين لم يوقعا على اتفاق رسمي في هذا الشأن إلا في 16 أغسطس/ آب 1990.

الحرب اندلعت على تنازع ماعده البلدان تأكيد السيادة بجانب ضفتي شط العرب الذي جرى تقاسم السيطرة عليه بموجب اتفاقية الجزائر عام 1975.
تقدم الجيش العراقي السابق داخل الأراضي الإيرانية على طول جبهة واسعة في إقليم خوزستان الإيراني. واستولت القوات ذاتها على مدينة خرمشهر، لكنها فشلت في الاستيلاء على مركز تكرير النفط المهم في عبدان.

وبحلول ديسمبر/ كانون الأول 1980، تعثر هجوم النظام السابق على بعد حوالي (80-120 كيلومتراً) داخل إيران بعد مواجهة مقاومة إيرانية غير متوقعة. وبدأت إيران بشن هجمات مضادة باستخدام الحرس الثوري وقواتها المسلحة النظامية مما أجبر العراق على التقهقر عام 1981.
سحب النظام السابق قواته من جميع الأراضي الإيرانية، التي استولى عليها وبدأ يسعى لانهاء الحرب. لكن إيران ، ظلت ترفض مساعي النظام السابق لانهاء الحرب وواصلت الحرب في محاولة للإطاحة براس النظام.

تعززت دفاعات العراق بمجرد أن تراجعت القوات وباتت في موقف الدفاع واستقرت خطوط القتال وراوحت المعارك مكانها على طول الحدود.
ودخلت الحرب مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن هجمات جوية وصاروخية ضد مدن بعضهما البعض إضافة إلى المنشآت العسكرية والنفطية. كما تبادل الطرفان الهجمات على ناقلات النفط في الخليج.
انخفضت قدرة تصدير النفط لدى البلدين بشدة بسبب الضربات الجوية وإغلاق خطوط الأنابيب، وأدى الانخفاض اللاحق في دخلهما وعائدات العملة الأجنبية إلى توقف برامج التنمية الاقتصادية للبلدين.
كان الجمود يسيطر على خطوط القتال في منتصف الثمانينيات. في أغسطس / آب 1988 أجبر تدهور الاقتصاد الإيراني على قبول وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة. ولا يعرف بدقة إجمالي عدد ضحايا الحرب لدى الجانبين. لكن كلا البلدين كانا في حالة التعبئة وكان معظم الرجال في سن التجنيد تحت السلاح وعدد الضحايا هائلاً.

وتتراوح تقديرات إجمالي عدد ضحايا الحرب ما بين مليون إلى مليوني شخص. أما من الناحية الاقتصادية فقد خرج البلدان من الحرب بخسائر هائلة تجاوزت 400 مليار دولار من ناحية الأضرار المادية، بينما بلغت كلفة الحرب المباشرة نحو 230 مليار دولار.


