أكد استاذ القانون في جامعة ميسان الدكتور ماجد مجباس أن لدى العراق خيارات عدة للرد على الاعتداءات التركية، مشددا على ضرورة التنسيق بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية ليكون موقف العراق قويا.
وقال الدكتور ماجد مجباس خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة قناة المسرى، إن الحكومة الاتحادية سارعت الخطى هذه المرة بطَـرق الأبواب القانونية سواء من خلال تقديم طلب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي او حتى قد يحرك العراق الملف أمام القضاء الدولي ضد تركيا وتحديدا أمام محكمة العدل الدولية.
وأضاف الدكتور مجباس أن الاعتداءات التركية على العراق ليست وليدة اللحظة، لافتا الى أنه كان هناك اتفاقية بين تركيا والنظام المباد في العراق خلال الثمانينات وبعد تحرير العراق وقع اتفاق امني مشترك بين العراق وتركيا يعزز الاتفاقية ويسمح للقوات التركية بملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني لمسافة 10 كلم داخل الاراضي العراقية لكن تركيا لم تلتزم بذلك وتجاوزت الاتفاقية والحدود المسموح بها وتنتهك السيادة العراقية، مشددا على ان عدم وجود توافق بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان هو أحد الاسباب لذلك وانعكس سلبا على حماية الحدود من جهة الاقليم بين العراق وتركيا.
وعن الإجراءات التي اتخذها العراق بعد قصف زاخو قال مجباس إن الخيارات القانونية التي تقوم بها الحكومة لحد الآن ممدوحة من الناحية القانونية لكننا نتطلع إلى أن تنزل هذه الخيارات منزل التطبيق والخيارات التي يتخذها العراق متاحة له بموجب القانون الدولي العام.
وشدد مجباس على أن لدى العراق مجموعة من أوراق الضغط على تركيا لكن لدى تركيا ايضا أوراق مهمة، فحين نتحدث عن المقاطعة الاقتصادية وقطع العلاقات يجب أن لا ننسى أن دولة المنبع لمياه دجلة والفرات هي تركيا حيث تتجاوز تركيا على حصة العراق من المياه تحت أعذار واهية.
وتابع مجباس ان على العراق الآن استنفاد الأوراق القانونية والتمسك بحق العراق في الرد حتى لا تتكرر هذه الاعتداءات، مشددا على ضرورة وحدة الصف وأن يكون هناك تنسيق عال بين الحكومة الاتحادية واقليم كوردستان، موضحا أنه لو كانت المنطقة المتاخمة لتركيا بها قوات عراقية اتحادية متعددة لما وصل الأمر إلى ما هو عليه، حسب تعبيره.
ماجد مجباس: خلافات إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية تضعف موقف العراق أمام تركيا
وشدد الدكتور ماجد مجباس على ضبط العلاقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، مؤكدا أنه كلما تقطعت أوصال هذه العلاقة كلما ضعف موقف العراق من ناحية الاقليم أمام تركيا، فتركيا حينما تعلم بضعف العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية سيضعف الإقليم وستتعرض حدوده وأراضيه إلى اعتداءات أخرى.
ماجد مجباس: بإمكان العراق مقاضاة تركيا أمام محكمة العدل الدولية
وعن تقديم العراق شكوى لدى المحاكم الدولية، أوضح مجباس أن هناك أنواع متعددة من المحاكم الدولية ولعل أبرزها هي محكمة العدل الدولية بإعتبارها الجهاز القضائي داخل الامم المتحدة والعراق وتركيا عضوان في الأمم المتحدة وبإمكانهما الاحتكام لها، مؤكداً أن القضاء الدولي بإمكانه الفصل في الموضوع، مشددا على أن بإمكان العراق مقاضاة تركيا أمام محكمة العدل الدولية.
ولفت الدكتور مجباس إلى أن الموقف والمركز القانونيين للعراق قوي وخياراته القانونية قوية فيما لو استخدمت وكان المفاوض العراق بمستوى الحدث، مشددا على ضرورة أن يكون الفريق المتتبع لهذا الملف على مستوى عالٍ من الوعي والدراية القانونية.
ماجد مجباس: مجلس الأمن سيشكل لجان للتحقيق في الاعتداءات التركية
وعمّا سيسفر عن جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة، قال مجباس إنه يتوقع أن يتم تشكيل لجان لتقصي الحقائق، وإصدار توصيات عاجلة للدول المتخاصمة وهي العراق وتركيا، وسنلاحظ بيانا لشجب الاعتداء والجريمة التي وقعت في زاخو.
ماجد مجباس: واشنطن ملزمة بحماية أمن العراق من تركيا
وأشار مجباس إلى أن لدى العراق اتفاقية الإطار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة وهذه الاتفاقية تلقي على عاتق الولايات المتحدة جملة من الالتزامات من أهمها حماية أمن العراق وسيادته، موضحا أنه لا ضير من الناحية القانونية أن تتدخل الولايات المتحدة لحماية العراق، فهي ملزمة بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي والاستعانة بالولايات المتحدة يجب أن يكون مبررا وبطلب من الحكومة العراقية وليس بالضرورة أن يكون التدخل الأمريكي عسكريا، لكن الولايات المتحدة بثقلها الدولي والدبلوماسي يجب أن يكون لها موقف دبلوماسي ودولي معلن بموجب التزامها الدولي وأن تضغط دبلوماسيا وتؤثر على القرار الدولي في إدانة تركيا.