يهتمّ الكتاب بظواهر نحويّة وصرفيّة وبلاغيّة واردة في كتاب الأغاني بوصفه أثرا إبداعيّا يترجم مرحلة من مراحل “رحلة اللسان العربي”، بما تتضمّن تلك المرحلة من أساليب تعبيريّة موغلة في الثراء.
ويبرز فيه المؤلّف سلطة العبارة اللّامتناهية، تلك التي تجسّد الفكرة المعبّرعنها لتجعلها ماثلة أمام المتلقّي، وكأنّ بالوسيط التعبيري مرآة نرى من خلالها ما يقال، ممّا يجعل من اللّغة ذات استطاعة لامتناهية تمكّنها من تحقيق “ما لا يطاله الإنسان إلاّ بالتوهّم”.
كتاب الأغاني، من أغنى الموسوعات الأدبية التي أُلفت في القرن الرابع الهجري، وهو مؤلَّف ضخم، ألفه أبو الفرج الأصفهاني المتوفى عام 356هـ. ومادته تقوم على جمع المؤلف للأغاني المتميزة (أصوات) في عصره والعصور السابقة عليه مع ذكر لطرائق الغناء فيها. ثم يتبع ذلك بشروح وتعليقات لما تحويه هذه الأصوات من أشعار وإشارات. وقد استغرق تأليف الكتاب زهاء خمسين عامًا.