محمد شيخ عثمان
لم يكن اختيار القيادية فريال عبدالله، عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، لتولي رئاسة اتحاد المرأة (شيهانة) في التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، مجرد قرار تنظيمي عابر أو معالجة مؤقتة لفراغ إداري، بل هو خطوة رمزية وعملية في آن، تحمل رسائل عميقة على المستويات الكردستانية والعراقية والعربية والدولية.
التحول من (لجنة المرأة )إلى (اتحاد المرأة – شيهانة) جاء تتويجاً لمسار من النضال النسوي الديمقراطي امتد منذ تأسيس المنتدى الديمقراطي الاجتماعي العربي عام 2013. اختيار اسم شيهانة (أنثى الصقر) لم يكن صدفة، بل اقتراح مباشر من الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي عرف تاريخياً برمزيته في الدمج بين الهوية الكردية والبعد الأممي.
هذا الاسم اختير ليعبر عن القوة والحرية والتحليق في فضاءات أرحب، وليجسد دور المرأة في قيادة مسارات التحول الديمقراطي.
وما تكليف فريال عبدالله برئاسة الاتحاد في المرحلة الانتقالية الا تقدير لسيرتها كناشطة وقيادية مؤثرة في قضايا المرأة على المستويات الكردستانية والعراقية والعربية والدولية من جهة وانعكاس لثقل الاتحاد الوطني الكردستاني داخل التحالف، بوصفه الحزب الذي لا يقتصر دوره على الساحة الكردستانية أو العراقية، بل يتجاوزها إلى الفضاء العربي والدولي.
هنا ينبغي التركيز على حقيقة اخرى وهي ان انعقاد المؤتمر الأول للاتحاد في السليمانية لم يكن مجرد اختيار جغرافي، بل كان تأكيداً على مكانة هذه المدينة باعتبارها فضاءً للتعددية والثقافة والانفتاح، ومركزاً للحوار العربي–الكردي. فمنها انطلقت لحظة التأسيس الجديدة، في قلب كردستان، لتعلن عن اتحاد نسوي عربي–ديمقراطي يطمح إلى أن يكون رافعة للعمل المشترك عبر الحدود.
إن تبوء قيادية من الاتحاد الوطني لرئاسة اتحاد المرأة يحمل رسالتين واضحتين:رسالة إلى الداخل العربي: أن الكرد ليسوا جزءاً هامشياً من المشهد الديمقراطي العربي، بل شريك أصيل في صياغة البدائل المستقبلية.
رسالة إلى الخارج الدولي: أن الاتحاد الوطني الكردستاني يواصل حضوره كحزب أممي منفتح، مؤمن بقيم الحرية والعدالة والمساواة، وأنه يسهم في بناء الجسور لا في بناء الجدران.
لقد كان خطاب فريال عبدالله في افتتاح المؤتمر بمثابة إعلان ميلاد مرحلة جديدة، حيث شددت على أن الديمقراطية لا تكتمل من دون المرأة، وأن التحولات الكبرى في العالم العربي تحتاج إلى شراكة المراة، لا كضحية تنتظر، بل كفاعل أساسي يقود التغيير.
تولي قيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني رئاسة اتحاد المرأة (شيهانة) في المرحلة الانتقالية يفتح الباب أمام إعادة تعريف دور المرأة العربية في مشروع الديمقراطية الاجتماعية، ويمنح الاتحاد الوطني ثقلاً إضافياً في الفضاءين العربي والدولي.
إنه حدث سياسي–رمزي يتجاوز حدود السليمانية، ليبعث برسالة أن الكرد جزء أصيل من النضال الديمقراطي العربي، وأن الاتحاد الوطني الكردستاني يظل حزباً فاعلاً، لا محلياً فقط، بل إقليمياً وعالمياً.