خلال الفترة المتوقعة (2025-2030)، سيواصل التوجه المتنامي لإنترنت الأشياء (IoT) إحداث تحولات جذرية في خدمات الرعاية الصحية بوتيرة غير مسبوقة. وعندما تُطبّق هذه التقنيات على النظام البيئي الكامل لمؤسسات الرعاية الصحية، تُصبح “مستشفى ذكيًا”. ونظرًا للاستثمارات الكبيرة المطلوبة، ترددت المستشفيات حول العالم بداية في تبني هذه التقنيات والممارسات. ومع ذلك، ومع انخفاض تكلفة التكنولوجيا، وفي ضوء حالات الاستخدام سريعة التطور التي تُظهر أهمية حلول الاتصال الرقمي، فإن المستشفيات اليوم تلقّفت الموضوع وهي تعمل على تبنيها.
وستُفيد هذه التغييرات التكنولوجية المستشفيات أيضًا من خلال رقمنة إدارة شؤون الموظفين، وتتبع الأصول، والجدولة، مما يُحسّن الكفاءة التشغيلية. وصحة المريض وأرباح المستشفى في آن.
ويكاد الذكاء الإصطناعي يجتاح كل نواحي الحياة وتفاصيلها حتى الصغيرة منها، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالصحة وقطاعها ومؤسساتها والإدارات الراعية لها؟ هذه الثورة التكنولوجية انعكست في عالم الطب ثورة من نوع آخر نقلت معها المستشفى من تقليدي إلى متطور إلى مستشفى ذكي يحقق في عالم الإستشفاء ما لم تستطع التقنيات السابقة تحقيقه.
وتتسارع في الآونة الأخيرة عملية التحوّل هذه خصوصًا في البلدان القادرة ماديا والمتقدمة تكنولوجيا، وليست دول الخليج ببعيدة عن هذا السباق بل هي في صلبه وعاملة بل وفاعلة فيه. وطبعًا يسجّل هذا التطور تقدما ملحوظا على الصعيد العالمي من الولايات المتحدة إلى الصين مرورا بأوروبا.
فمن خدمات الرعاية الصحية عن بُعد التي تُسهّل التواصل بين المريض ومُقدّم الرعاية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إلى الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتصوير الرقمي، تُحدث هذه المستشفيات ثورةً في تقديم الرعاية الصحية. ووفقًا لـ Statista، من المُقدّر أن تُجرى 116 مليون استشارة طبية افتراضية في عام 2024، مما يُؤكد التحوّل السريع نحو الرعاية المُعتمدة على التكنولوجيا.
ما هو المستشفى الذكي؟ طبعًا هو ليس منشأةً تضمّ أجهزةً جديدة، بل نظامٌ متكاملٌ تلتقي فيه البيانات والأجهزة والخبرة الطبية في كيانٍ واحدٍ لتقديم رعايةٍ تتمحور حول المريض. ستكون المستشفيات الذكية نقطة انطلاقٍ لرعايةٍ صحيةٍ شخصيةٍ وفعّالةٍ وسهلة المنال، مع تزايد تكامل تطوير برمجيات الرعاية الصحية القائمة على إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والطب عن بُعد. ويجدر الإنتباه إلى أن القضايا الرئيسية التي يجب مراعاتها عند إنشاء المستشفيات الذكية تتمثل في قابلية التشغيل البيني، وأمن البيانات، وتدريب الموظفين على العمل مع التقنيات المتقدمة.