كركوك / رزكار شواني
يعد الفنان عادل حاجي بكر واحداً من أبرز الأسماء التي كرست حياتها لخدمة الفن عبر مجال نادر وقلما يطرق بابه الآخرون، وهو مجال صناعة المجسمات الهندسية والمواقع الأثرية ، فمنذ انطلاقته الأولى عام 1991 لم يتوقف هذا الفنان عن الإبداع ليواصل مسيرته حتى بعد عام 2003 بشكل أكثر احترافية واستمرارية.
ويؤكد عادل حاجي بكر أن تجربته الفنية لم تتأثر بأي مدرسة أكاديمية تقليدية، بل اختار لنفسه مساراً مغايراً، إذ يعتمد في أعماله على مواد طبيعية بسيطة مثل التراب والغبار ونشارة الخشب، ليحولها بأنامله إلى لوحات ومجسمات نابضة بالحياة، تحاكي التاريخ والطبيعة معاً.
يقول الفنان عادل حاجي بكر : لوحاتي ليست نسخة مكررة من المناهج الأكاديمية، فهي انعكاس مباشر للطبيعة والتراث. غالبية أعمالي تجسد المواقع الأثرية والمناظر الطبيعية في كوردستان، خصوصاً مناطق هورامان وما يحيط بها .
وخلال مسيرته الطويلة شارك عادل حاجي بكر في أكثر من عشرة معارض شخصية داخل العراق، فضلاً عن مشاركاته في العديد من المعارض المشتركة على المستويين المحلي والدولي، حيث حمل اسم كوردستان في عشرات المعارض الإلكترونية التي أقيمت في بلدان عربية مختلفة، ليكون بذلك جسراً فنياً ينقل هوية وتراث المنطقة إلى العالم العربي .
ويصف عادل حاجي بكر هذا الفن بأنه فن خاص ونادر، قلما نجد من يتقنه أو يواصل العمل فيه ، مؤكداً أنه على أتم الاستعداد لدعم وتشجيع المواهب الشابة التي تمتلك الشغف لخوض هذه التجربة.
أما على صعيد إنجازاته العملية، فقد صمم الفنان العديد من المجسمات التي ارتبطت بمشاريع مهمة في كركوك ، من بينها مجسم مدينة آرام، ومشروع ماء كيوان، إضافة إلى مجسم المنطقة الصناعية الجديدة في كركوك لصالح شركة الفرات ، واليوم يواصل عمله على إنجاز مجسم مشروع رويال ستي في كركوك ، والذي يعد من أبرز مشاريعه الحالية.
لقد تمكن عادل حاجي بكر من أن يحول شغفه بالفن إلى رسالة إنسانية وثقافية، عبر إعادة تجسيد الذاكرة التاريخية والمكان، وربطها بالحاضر بطريقة بصرية إبداعية، ما جعله يحظى بتقدير واسع من الأوساط الثقافية والفنية في كركوك وخارجها.


