اعداد _ محمد البغدادي
ماخفي كان أعظم، يبدو مشهد الانتحار مؤلما على المستويين النفسي والاجتماعي ،لكنه في الوقت ذاته يشكل علامة فارقة في الصورة المكسورة،كما انعكاسات الوجه في الماء ،تشي بوجود مالا يشبه الحقيقة، تتلاشى معها الصورة الحقيقية لما يحدث في زوايا البيوت والعلاقات الأسرية تماما وحتى العامة ،تنتهي بتقرير طبي ثم لا يكون بعد ذلك سبيلا الى معرفة الدوافع وسوى ملف التحقيق الذي يبت في حالة المنتحر فتى او فتاة بظروف غامضة.

في كل عام تمارس منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي دورها بتقديم الاحصائيات وتدعو الى رعاية المشتركات بين الاسر وطرح المعالجات وتعترف بأن السلوك الانتحاري مشكلة صحية عامة رئيسية.
منظمة الصحة العالمية تحتفل باليوم العالمي لمنع الانتحار، فيما أكدت المنظمة، أن الانتحار يودى بحياة أكثر من 720 ألف شخص سنويًا.
وقالت منظمة الصحة العالمية (WHO) التابعة للأمم المتحدة في بيان بهذه المناسبة: “من كل عام، تنظم الرابطة الدولية لمنع الانتحار اليوم العالمي لمنع الانتحار برعاية مشتركة مع منظمة الصحة العالمي.
الانتحار يودى بحياة أكثر من 720 ألف شخص سنويًا.
ويركز هذا اليوم الاهتمام العالمي على منع الانتحار، وتوحيد المجتمعات والمنظمات والحكومات مع الاعتقاد المشترك بأن السلوك الانتحاري مشكلة صحية عامة رئيسية، ويجب التصدي لها من خلال إذكاء الوعي وتعزيز الخطاب المفتوح حول هذا الموضوع المحظور”.
وأضافت المنظمة في بيانها:”يهدف تغيير الخطاب السائد المتعلق بالانتحار، وهو موضوع اليوم العالمي لمنع الانتحار على مدى ثلاث سنوات 2024-2026، إلى عمل ذلك على وجه التحديد، بإلهام الأفراد والمجتمعات والمنظمات والحكومات على المشاركة في خطاب منفتح وصادق بشأن الانتحار والسلوك الانتحاري”.

وتشير التقديرات، بحسب المنظمة ،الى أن”كل حالة انتحار يقابلها 20 محاولة انتحار. وفي كل مرة نفقد فيها حياة إنسان تحدث عواقب اجتماعية وعاطفية واقتصادية عميقة تؤثر على الأسر والأصدقاء وأماكن العمل والمجتمعات المحلية تأثيرًا بالغًا.
مبادرة «عِشْ الحياة»، للوقاية من الانتحار
وأطلقت منظمة الصحة العاليمة مبادرة «عِشْ الحياة»، للوقاية من الانتحار بتدخلات فعالة مُسندة بالبيّنات، وأوضحت أنها تشمل ما يأتي:
تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار (مبيدات الآفات والأسلحة النارية وأدوية بعينها)؛
عرض مواد إعلامية مسؤولة بشأن الانتحار؛
تعزيز مهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين؛
التعرّف المبكر على أي شخص يُظهر سلوكيات انتحارية وتقييمه ومتابعته.
وشدد البيان:”لكي تنجح هذه التدخلات، ينبغي دعمها بتحليل الوضع الراهن، والتعاون المتعدد القطاعات وإذكاء الوعي وبناء القدرات والتمويل والترصُّد الرصد والتقييم”، مؤكدا أنه “يتزايد إدراك الحاجة الماسّة إلى اتخاذ إجراءات لمنع الانتحار وأصبح يحظى بالأولوية على أعلى المستويات، ويمكن أن يساعد تغيير الخطاب السائد عن الانتحار عن طريق إيجاد أماكن آمنة للتحدث بصراحة عن تعزيز الصحة النفسية وحمايتها وإعطاء الأولوية للوقاية من الانتحار بوصفه قضية من قضايا الصحة العامة”.
كثيراً ما يتردد على مسامعنا حالياً ارتفاع ظاهرة الانتحار بين المراهقين (وهي الفئة العمرية بين 12 – 18 سنة) والتي قد تعود اسبابها إلى عوامل عدة تبدأ من البيئة العائلية أو المدرسة أو للأسباب اجتماعية واقتصادية. والاقبال على عملية الانتحار هو نتيجة تجمع أكثر من عامل وليس عاملا واحدا، تؤدي نتائجها اليه.
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
هنالك سبب لا يقل أهمية عنها بل قد يكون عاملا مهما وتحفيزيا وهو دور وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك الاعلام، فحين تتناول بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي موضوع الانتحار بصيغ مؤثرة في عقلية المتلقي من الفئة المراهقة يرفع حتما نسبة إقبالهم على الانتحار. فعندما يتم طرح موضوع تحت عنوان مؤثر وعاطفي يجعل من الانتحار الوسيلة الوحيدة للخلاص، أو ينقل الحدث بمزيد من التبسيط للاسباب التي أدت اليه (وهو بالضبط ما يحصل حاليا في تغطية تلك الحوادث)، فيتم طرح موضوعات الانتحار بصيغ تبتعد عن الالتزام باي معايير سليمة في طرق النشر ولا تحمل مسؤولية التوجيه الصحيح للمراهقين، تعمل على متراكمات سلبيه تؤدي لارتفاع نسبته بينهم مع رسم صورة درامية تدفعهم للقيام به.
تستدعي دور المرشد الاجتماعي في رصد ومتابعة تلك الحالات بين الطلبة وتقليلها
لا بد من الاشارة إلى ضرورة اجراء مقاربة بين طرق التربية القديمة والحديثة، وخلق برامج تتعامل مع المراهقين بصيغ تبتعد عن محاولة تسفيه فن التعامل معهم بالطرق الحديثة والمتابعات المكثفة. وملاحظة الفارق الكبير بين الظروف التي نشأت عليها الاجيال السابقة والتي تختلف إلى حد بعيد مع ظروف وواقع ما نعيشه حاليا، وما يتلقاه أولادنا ويتعلمه من محيطهم الخارجي من تلفاز ووسائل تواصل اجتماعي بل وحتى طبيعة العلاقات الاجتماعية، مقتدين بمقولة سيد البلغاء الامام علي عليه السلام لا تؤدبوا أولادكم بمثل اخلاقكم لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم.






