اليوم ليس شعب كردستان والأمة الكردية وحدهم، بل شعوب العراق والمنطقة والعالم وكافة أحرار العالم، يستذكرون رحيل إنسانٍ ترك بصمته العميقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط المضطربة، يتلألأ كالقمر، إنه مام جلال.
هذا ليس مبالغة ولا إطراء، رغم أن مام جلال يستحق كل الثناء والتقدير، كما يتحدث الصديق والخصم على حدٍ سواء عن عظمة وسمو هذا الإنسان الاستثنائي الذي قاد قافلة نضال أمته وجزءاً من أحرار هذه المنطقة إلى المحطة وشاطئ الديمقراطية.
في الحقيقة، لا يوجد بداية لنضال مام جلال، لأنه كان منذ طفولته ذكياً وفطناً، وفي شبابه كانت تتجلى فيه سمات القيادة والريادة، لذا لا يمكن تحديد بداية له، وكما أنه ليست له نهاية أيضاً، لأنه حتى آخر أنفاسه كان في نضاله المشروع من أجل دمقرطة عراق متنوع ومتعدد المكونات المختلفة والمتباينة، واستطاع أن يجمع كل الأطراف المتخاصمة، هذا فضلاً عن أنه أسس مدرسة ومنهجاً تقدمياً مليئاً بالآلاف والعشرات والمئات من آلاف التلاميذ والسالكين.
لا أريد أن أتحدث عن رحيل ابن كردستان الاستثنائي، لأنني أساساً لا أؤمن برحيله، وطالما أبقى أنتظر أن يرسل لي جواباً أو يدخل بنفسه ويضعنا جميعاً بطلته المهيبة وقامته الشامخة وكلماته العذبة في حالة من الضحك ونحمل أقواله الجوهرية في قلوبنا.. لا أستطيع، والأصح أن أقول لا أريد أن أتحدث عن حياته المليئة بالنضال والكفاح في الجبل والمدينة في مجالات التنظيم والثقافة والمجتمع والسياسة والدبلوماسية وحتى الأسرة والصداقة، هذا يحتاج إلى شرح وتحليل وبحث من قبل الباحثين الأكاديميين وذوي الخبرة في كل من تلك المجالات.
لذلك في هذا اليوم وهذه الذكرى، بقلبٍ حزين ودموع تغسل الوجنتين، أقف صامداً شامخاً وأقول: كما قدت ثورة ديمقراطية بشموخ حتى النهاية، نحن الرفاق والمناضلين معك وكل فرد من أمتك وشعبك، وككل أحرار العالم، نفتخر بك.
گەلاوێژ


