عباس عبد الرزاق
في لوحته «ليلة باريسية»، يقدّم الفنان رمزي قطب الدين مشهدًا لا يُرى بالعين بقدر ما يُستشعر بالقلب. إنها ليست باريس التي تُطلّ على نهر السين بأضوائها الصاخبة، بل باريس أخرى — صامتة، عميقة، غامضة — تسكن الذاكرة أكثر مما تسكن الجغرافيا.
من النظرة الأولى، يستوقفنا اللون الأزرق النيلي الممتد على سطح اللوحة مثل موجة من ليلٍ داخلي، تتخللها تدرجات من البنفسجي والأخضر البارد. اللون هنا لا يصف المكان، بل يبوح بالحالة النفسية؛ فهو ليل الروح حين تغمرها العزلة المضيئة. وفي المقابل، تتلألأ لمسات من الأحمر الوردي والذهبي كأنها ومضات دفء أو ومضات حياة في قلب السكون، تشير إلى نوافذ مضاءة، إلى حلمٍ أو ذكرى بعيدة.



