الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك:
من التاريخ النضالي إلى مشروع الخدمة والتنمية
عباس عبد الرزاق
آسو مامند: ( كركوك والاتحاد الوطني لا يفترقان… وسنواصل العمل لخدمة مواطني المحافظة)
شهد حي شورجة في مدينة كركوك اليوم تجمعاً جماهيرياً واسعاً لأنصار وأعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني، بحضور المشرف العام لتنظيمات كركوك–صلاح الدين، آسو مامند، وعدد من كوادر القيادة الحزبية، وذلك في إطار التعريف برئيس وقائمة الاتحاد الوطني رقم (222) استعداداً للاستحقاق الانتخابي المقبل. في كلمته أمام الحاضرين، أكد آسو مامند أن الاتحاد الوطني سيبقى الحزب الأول في كركوك، مشيراً إلى أن العلاقة بين كركوك والاتحاد الوطني علاقة تاريخية ووطنية لا تنفصم. وقال:
(“في كركوك الاتحاد الوطني هو الأول وسيبقى كذلك، لأن كركوك والاتحاد الوطني لا يمكن فصلهما، لقد واجهنا معاً مراحل صعبة وعدداً من التحديات، وسنبقى مع أبناء كركوك حتى آخر نفس.”)
االاتحاد الوطني بين الثبات والتجديد
يأتي خطاب آسو مامند في لحظة سياسية حساسة، حيث تشهد كركوك تنافساً محتدماً على التمثيل والإدارة، وتبرز فيها الحاجة إلى رؤية حزبية مسؤولة تجمع بين الواقعية السياسية والخدمة الاجتماعية.
رسالة الاتحاد الوطني واضحة: الحزب لم يعد يكتفي برمزيته التاريخية في النضال الكردي، بل يعيد تقديم نفسه كقوة خدمية وتنموية تسعى لترسيخ الاستقرار في محافظة تتميّز بتنوّعها القومي واللغوي والثقافي.
برامج الاتحاد الوطني لخدمة المجتمع في كركوك
في السنوات الأخيرة، ركّز الاتحاد الوطني الكردستاني على بلورة خطة عمل مجتمعية متكاملة تشمل:
تحسين البنى التحتية والخدمات العامة (الكهرباء، المياه، الطرق، والنظافة) من خلال التعاون مع الإدارات المحلية والدوائر الخدمية.
تمكين الشباب والمرأة عبر برامج التدريب المهني، ودعم المشاريع الصغيرة، وخلق فرص عمل داخل المحافظة.
تعزيز التعايش السلمي بين مكوّنات كركوك (الكرد، العرب، التركمان، الكلدان والآشوريين)، بوصف المدينة رمزاً للوحدة الوطنية.
إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد المحلي بعد سنوات من الركود، وتشجيع الاستثمار في قطاعات الزراعة والطاقة والتعليم.
تطبيق مبدأ اللامركزية الإدارية لتمكين إدارة المحافظة من اتخاذ القرارات التنموية بعيداً عن التجاذبات السياسية المركزية.
هذه المحاور تعبّر عن تحوّل في رؤية الحزب، إذ يسعى الاتحاد الوطني إلى أن يكون حزب إدارة وخدمة وتنمية بعد أن كان لعقود حزب مقاومة ونضال، مستلهماً تجربته الطويلة في العمل السياسي والاجتماعي.
دور القيادة الميدانية
يُعدّ آسو مامند أحد أبرز الشخصيات الميدانية في الاتحاد الوطني الكردستاني، ويتمتع بسمعة قوية بين جماهير كركوك لما يُعرف عنه من حضور مباشر وتواصل إنساني مع المواطنين.
وجوده في مقدّمة النشاطات الحزبية الأخيرة يعكس نهج القيادة القريبة من الناس، التي تضع حاجات المجتمع فوق الاعتبارات السياسية.
خطابه الأخير لم يكن دعوة انتخابية فحسب، بل تجديد لعهد الثقة بين الحزب وجماهيره في كركوك، والتزام بأن تبقى خدمة المواطن هدفاً رئيسياً في المرحلة القادمة.
من خلال ما أُعلن في هذه الفعالية، يتضح أن الاتحاد الوطني الكردستاني يسعى إلى ترسيخ مكانته كحزب يحمل مشروعاً متكاملاً لبناء كركوك الحديثة، مستنداً إلى رصيده التاريخي من جهة، وإلى برامج التنمية والخدمة من جهة أخرى.
وفي ظل التحديات المقبلة، يبقى الشعار الذي عبّر عنه آسو مامند بوضوح هو جوهر المرحلة القادمة:
“الاتحاد الوطني في كركوك… من النضال إلى البناء.”الهوامش والمراجع:
1. اللجنة التنظيمية للاتحاد الوطني الكردستاني – فرع كركوك، تقرير الأنشطة الميدانية (2023–2024).
2. كلمة آسو مامند في احتفالية تقديم قائمة الاتحاد الوطني رقم (222)، كركوك – حي شورجة، 13 تشرين الأول 2025.
3. بيانات الاتحاد الوطني حول خطة التنمية المحلية لكركوك، الصادرة عن المكتب السياسي للحزب (2024).
4. دراسات مركز التنمية الإقليمية في السليمانية حول أداء الأحزاب في كركوك (2023).
5. مقابلات ميدانية مع أعضاء الاتحاد الوطني ووجهاء من كركوك، نُشرت في صحيفة كردستان نوي العدد (1879)، نيسان 2024.


