اعداد _ محمد البغدادي
منذ عقدين من الزمن يضرب التغير المناخي في العراق إطنابه مما جعله بيئة غير مستقرة أولى ضحاياه الواقع الزراعي وتمدد الصحراء نحو المدن والجفاف وقلة المياه وتوافد الأوبئة وتراجع هطول الأمطار والتصحر والتملح وزيادة انتشار العواصف الترابية.

يشار الى أن الأمن المائي للعراق يعتمد على نظام نهري دجلة والفرات المتدهور.ومن المرجح أن يكون للتغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض هطول الأمطار، وزيادة ندرة المياه تداعيات خطيرة على حالة العراق لسنوات قادمة. انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للفرد أعلى من المتوسط العالمي.
ورصد خبراء آثاراً اقتصادية سلبية للتغير المناخي، أبرزها تراجع إنتاجية القطاعات الزراعية والصناعية، وارتفاع تكاليف الطاقة التقليدية، أدى إلى زيادة ملحوظة في عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ونزوح السكان.
وقال الخبراء،إن العراق يعاني في العقدين الأخيرين من تناقص مخزوناته المائية بشكل كبير نتيجة قلة تساقط الأمطار وتجاوز دول المنبع على حصصه المائية، فلم يعد يحصل إلا على نحو 40 % مما كان يصله سابقا.
الخبير الاقتصادي الدكتور عدنان بهية اقترح جملة إجراءات سريعة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتفاقم أزمة التصحر في العراق، من خلال العمل على ترك أساليب الزراعة السيحية التقليدية واتباع أساليب زراعة حديثة بالرش والتنقيط لتوفير أكبر قدر ممكن من المياه، مشدداً على ضرورة العمل للتوصل إلى تفاهمات أكثر عدلاً لتقاسم المياه مع دول الجوار المتشاطئة على نهري دجلة والفرات، فضلا عن العمل على إنشاء مصطبة رئيسية في منتصف شط العرب لمنع تدفق اللسان الملحي البحري نحو مدينة البصرة.

وأكد بهية، في حديث للصحافة، أهمية الاستثمار في الطاقة النظيفة،لمواجهة التحديات المناخية، عبر إنشاء حقول كبيرة للطاقة الشمسية توفر كهرباء نهارية للمصانع والمعامل والمؤسسات الحكومية التي لا تعمل ليلاً، لتقليل الأحمال على الشبكة الوطنية للكهرباء، وبالتالي يمكن استخدام ظلال الألواح الشمسية لأغراض الزراعة وتربية الحيوانات، الأمر الذي يساعد في زيادة المساحات الخضراء، مع مراعاة التوعية العامة باستخدام الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، لإيقاف آلاف المولدات المنتشرة في المناطق السكنية الملوثة للبيئة.
وكانت الحكومة الاتحادية عقدت اجتماعا مع وزراء الزراعة والموارد المائية والتخطيط لمناقشة إعادة هيكلة وتنظيم الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الشتوية لسنة 25 – 26، على ضوء شح مياه نهري دجلة والفرات، وقلة الأمطار المتوقعة للموسم الشتوي المقبل، في وقت وصل فيه الخزين الإستراتيجي للمياه في العراق إلى أدنى حد له منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بحسب إحصاءات وزارة الموارد المائية.

وفي السياق، أفاد الباحث في الشأن الاقتصادي، عماد المحمداوي، بأن البلد يفقد العديد من مساحاته الخضراء وغطائه النباتي نتيجة لتقليص الأراضي المزروعة، موضحا أن استمرار التقليص سيدخل البلد في موجة ارتفاع في درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، فضلا عن إدخاله في المناخ الصحراوي.


