الكاتب.. زيد الحلي
ما ان اخلد الى النوم ، حتى تداهمني صور واخبار الأمس ، والأمس الذي اعنيه هو الأيام القريبة التي مرت علينا ، بشجونها وشؤونها ، الوانها وتداعياتها ، فيذهب بي الخيال بعيدا ، وادعو الخالق الكريم ان يخفف من غلواء تلك الاخبار ، وسحابات الحزن الذي تسببه الشائعات في حياتنا اليومية ، وما تغذيه سطور التواصل الاجتماعي من اخبار تشغل المواطنين ، فمن شائعة توقف الرواتب بسبب عدم تشكيل الحكومة ، الى مأساة انهيار “قطارة الامام علي” عليه السلام في كربلاء ، ومن تصريحات ( سين ) الى تصريحات ( صاد) المشككة بنوايا الآخر ، والملآى بالوعود ، والوعود المقابلة ، وجميعها تؤسس لتنمر النفوس ضد بعضها البعض..
ومن نبأ الاستعداد والتهيؤ لإقامة خليجي 25 في البصرة ، الى خبر يشير الى اختيار بلد خليجي آخر لإقامتها ، ، ومن انباء الانواء الجوية التي تقول مرة ان الجو سيميل الى انخفاض في درجات الحرارة في الايام المقبلة ، في حين ان خبرا آخر يؤكد ان درجات الحرارة سترتفع مصحوبة بالغبار في ذات الايام ، ولو انتقلنا الى القطاع الصحي ، فسنجد ان معظم مستشفياتنا تشكو قلة الادوية ، وربما انعدامها ، بينما تصريحات المسؤولين تقول العكس ، وفي جانب التعليم ، نرى ان اتساع رقعة وجود الكليات والمدارس الاهلية في انحاء البلاد ، اصبحت تمثل قلقا لرب الاسرة ، لانه لم يعد يقوى على الايفاء بالتزاماتها المالية ، وسط إلحاح الابناء على الالتحاق بها..
وبين هذه الاخبار والتناقضات تطغي على السطح قضية دعوة سفيرنا في الاردن للفنان راغب علامة في بيته ، والتقاط صور لأجواء هذه الدعوة الخاصة لتصبح الشغل الشاغل للمواطنين بين مستهجن وناقم وبين مقتنع وراض ، وتتلاحق انباء الانتحار ، وتعاطي المخدرات ، وكثرة السرقات ، وسوء الطرقات والشوارع التي تؤدي الى حوادث يومية ، وقودها عشرات الضحايا .
امام هذا الواقع الذي جئت على ذكر بعضه ، ويحرمني من نوم مريح ، ينبغي على المؤسسات المعنية ، التوقف مليا عنده ، واتخاذ الخطوات التي تؤسس لمرحلة بناء ، فما نمر به ، لا يسعد احدا ، وحينما يحاول بعضنا المقارنة بيننا وبين دول الجوار ، او دول المنطقة التي كانت تحلم يوما ، ان تكون مثل مدنية العراق ، وفي ثقافة اهله ، ووعي مواطنيه ، فأنه يصاب بصدمة لا يقوى على تجاوزها !