اعداد .. ايلين علي
بعد عقود من استيراد المشتقات النفطية من الخارج، وخصوصاً مادة البنزين ما شكّل عبئًا كبيرًا على الموازنة العامة، أعلنت وزارة النفط العراقية عن قرب تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج مادة البنزين.
بعد إنجاز مراحل متقدمة من مشروع تطوير المصافي الوطنية، وفي مقدمتها مشروع مصفى كربلاء ومشروع توسعة مصفى بيجي شمالي البلاد، الذي تبلغ كلفته نحو 3 مليارات دولار. فضلاً عن مصفى البصرة تقترب البلاد من تحقيق الاكتفاء الذاتي من البنزين، إذ أن العراق كان ينفق سنويًا مليارات الدولارات لتأمين حاجته من الوقود المحلي.
الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة البنزين.. مشاريع تطويرية لتقليل الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي
بحسب وزير النفط حيان عبد الغني، فإن الخطط التطويرية شملت إدخال وحدات إنتاج جديدة وتحديث وحدات التكرير القديمة لتلبية الطلب المحلي الذي يتجاوز 33 مليون لتر يوميًا من البنزين.
الوزير أشار إلى أن مشروع تحديث مصفى بيجي ومشاريع التوسعة في مصافي الجنوب ستجعل العراق قادرًا على تلبية احتياجاته بالكامل خلال عام 2026، مع إمكانية التحول إلى بلد مُصدّر للبنزين في المرحلة التالية.
وتتضمن الخطة كذلك مشاريع جديدة لتكرير النفط الخام باستخدام تقنيات متقدمة تعتمد على خفض الانبعاثات، وتحسين نوعية الوقود ليطابق المواصفات العالمية (يورو 5)، في إطار التزام العراق بالمعايير البيئية الحديثة.
الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة البنزين.. تحديات فنية وتمويلية تواجه التنفيذ
ورغم التقدّم الملحوظ، إلا أن خبراء اقتصاديين حذّروا من تحديات مالية وتشغيلية قد تؤخر الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، أبرزها ضعف البنى التحتية، وتأخر وصول بعض المعدات التكنولوجية الحديثة، فضلاً عن الحاجة لتأهيل الكوادر الفنية المحلية.
كما أشاروا إلى أن الفساد الإداري والتأخير في إنجاز العقود التنفيذية يشكّلان خطرًا على تحقيق هذا الهدف ضمن المدة المعلنة.
الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة البنزين.. انعكاسات اقتصادية إيجابية على المدى القريب

