إيلين علي
تحت شعار الخدمة والهدوء، أطلق الاتحاد الوطني الكوردستاني حملته الانتخابية ضمن قائمة رقم ٢٢٢، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب عملاً مؤسساتياً حقيقياً يعيد الثقة بين المواطن والحكومة، ويعزز الشراكة الوطنية بين إقليم كوردستان وبغداد.

وتأتي هذه الحملة في وقتٍ تشهد فيه الساحة السياسية الكوردية تنافساً محتدّاً بين الأحزاب الكبرى، ما يجعل برنامج الاتحاد الوطني محطّ أنظار الشارع الكوردي، خاصةً مع تركيزه على الإصلاح، والخدمات، ودعم فئات الشباب والنساء.
برنامج إصلاحي وخدمي بخمسة محاور رئيسية
يركّز البرنامج الانتخابي لقائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني رقم ٢٢٢ على خمسة محاور أساسية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة في إقليم كوردستان.
ففي الجانب الخدمي، تسعى القائمة إلى تطوير شبكات المياه والكهرباء والطرق وتحسين الخدمات العامة، فيما يركّز المحور الاقتصادي على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الاستثمار المحلي لتوفير فرص عمل جديدة.

أما في مجال التعليم والتشغيل، فتعدّ القائمة بخطط تدريب وتأهيل مهني للشباب وخريجي الجامعات، إلى جانب تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في مراكز صنع القرار.
وفي الإطار السياسي، يؤكد الاتحاد الوطني التزامه بالحوار البنّاء مع بغداد لحل الملفات العالقة، وفي مقدمتها الموازنة والرواتب والمناطق المتنازع عليها، بما يعزز الاستقرار والشراكة الدستورية بين الجانبين
نشاطات ميدانية واسعة واستقبال شعبي
شهدت محافظات السليمانية وگرميان وكركوك نشاطاً مكثفاً لحملات قائمة ٢٢٢، تمثلت في مهرجانات جماهيرية ولقاءات مباشرة مع المواطنين، إضافةً إلى ندوات تعريفية بمرشحي القائمة وبرامجهم.
وقد ركزت الحملات على إيصال رسالة الحزب الأساسية العمل بصمت، وخدمة الناس أولاً، وهي العبارة التي تحوّلت إلى شعار متداول بين أنصار الاتحاد الوطني خلال الأسابيع الأخيرة.
كما أقيمت فعاليات مخصصة لعرض قصص نجاح مرشحين شباب ونساء، في محاولة لإبراز صورة أكثر تجديداً للحزب الذي يعدّ أحد أقدم القوى السياسية في الإقليم.
تحديات سياسية واقتصادية تواجه القائمة
رغم البرنامج الطموح والنشاط الميداني الكبير، تواجه قائمة ٢٢٢ مجموعة من التحديات، أبرزها حدّة التنافس بين الأحزاب الكوردية، خصوصاً مع ترشّح كل حزب رئيسي بقائمته المستقلة. وصعوبة تنفيذ بعض الوعود الخدمية دون توافق مالي واضح مع الحكومة الاتحادية. وارتفاع سقف توقعات الشارع الكوردي في ملفات الخدمات والوظائف، ما يضع ضغطاً كبيراً على ممثلي الحزب.

ويرى مراقبون أن نجاح الاتحاد الوطني في تجاوز هذه العقبات سيعتمد على قدرته في بناء تحالفات واقعية بعد الانتخابات، واستثماره خبرته الطويلة في إدارة الملفات الحكومية والسياسية.
نحو مشاركة فاعلة وصوتٍ مؤثر في بغداد
في حال تحقيق نتائج متقدمة في الانتخابات المقبلة، يتوقع المراقبون أن يكون للاتحاد الوطني دورٌ حاسم في رسم التوازنات السياسية داخل البرلمان العراقي، خصوصاً في ملفات الموازنة والموارد الطبيعية.


