هل تعلم أن الحمل هو من أروع المعجزات التي يمر بها جسم الإنسان؟إنه ليس مجرد حالة، بل رحلة فسيولوجية مذهلة تتناغم فيها كل أجهزة الجسم في سيمفونية من التكيف والقدرة.
وفي قلب هذه الرحلة، يقف الرحم كبطل صامت.
قبل الحمل، لا يتجاوز حجمه ووزنه حجم كمثرى صغيرة (حوالي 70 غرامًا). لكن خلال تسعة أشهر فقط، يتحول إلى عضو قوي يشبه البطيخة حجمًا، ويصل وزنه إلى أكثر من كيلوغرام واحد ليحتضن بداخله حياة جديدة.
ولتحقيق هذه المعجزة، يضاعف الجسم جهده بالكامل: يزداد حجم الدم بنسبة تصل إلى 50٪، ويعمل القلب بطاقة أكبر بنسبة 40 إلى 50٪ ليواكب هذا التغير الهائل.
تُعيد الأعضاء الداخلية ترتيب نفسها، ويزداد التنفس عمقًا، لتوفير كل ما يحتاجه الجنين للنمو.
وبعد الولادة، يبدأ الجسم رحلة عودة مدهشة، فيحاول استعادة حالته الطبيعية،
لكن الحقيقة أن المرأة لا تعود كما كانت تمامًا — لأن الحمل يترك أثره في كل خلية، ويغيّرها إلى الأبد.
إنه ليس فقط خلق حياة جديدة، بل دليل على عظمة الخالق وقدرته في خلق هذا التوازن العجيب.