إن تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في 1 حزيران 1975 جاء نتيجة ضرورة تاريخية لمرحلة إعادة البناء بعد النكسة، كما مثل ثورة إعلامية مهمة لتحديد رؤية وأهداف هذا التنظيم على مستوى كوردستان والعراق والمنطقة قبل إعلان الثورة المسلحة. وقد دفعت هذه الضرورة الاتحاد الوطني الكوردستاني لإصدار أول عدد من صحيفة“الشرارة”بتاريخ 1 تشرين الثاني 1975 باللغة العربية، ثم إصدار“ريبازي نوى”باللغة الكوردية بعد فترة قصيرة.
وفقا لمعظم أعضاء الهيئة التأسيسية، الذين كان لديهم خبرة في مجال الصحافة ووعي كبير بأهمية دور الإعلام، تم نشر “الشرارة” أول مرة في دمشق بعنوان فرعي“ومن الشرارة تندلع اللهيب” ثم تبعها صدور“ريبازي نوى”وكان الهدف من هذه الصحف إعداد وتوعية جماهير شعب كوردستان وإعلام أصدقاء القضية الكوردية، مما دل على انطلاقة ثورة جديدة بأسلوب جديد.
هذان الإصداران، في مراحل المنفى، الجبل، والمدينة، استمرا لمدة ثمانية أدوار، وخلال هذه الفترة، تناولت صحف الاتحاد الوطني التعريف بالقضية الكوردية ومظلومية الشعب الكوردي، وكشفت الانتهاكات والسلوكيات الفاشية لنظام بغداد أمام العالم والمنظمات الإنسانية.
تزامنا مع “الشرارة”و”ريبازي نوى”،تمكنت إذاعة صوت الثورة العراقية خلال نوروز 1979، والتي أصبحت لاحقا “صوت شعب كوردستان”، من أن تكون منصة مسموعة تجاوزت الإعلام والإصدارات السرية، ونشرت الأخبار والمعلومات باللغتين الكوردية والعربية، وباللهجتين السورانية والكرمانجية، موضحة نهج الثورة ونشاطات قوات البيشمركة، وبثت رسائل تحفيزية للجماهير، متجاوزة القيود والرقابة، ودخلت جميع البيوت لتصبح الإعلام الموثوق الوحيد لمرحلة الثورة.
ومع ما يمتلك الاتحاد الوطني في الجبل والمدن والمنفى من خزينة قيمة من المطبوعات والكتب والمنشورات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية (سياسية، ثقافية، اقتصادية، فنية، وترجمات)، تم دعم طباعة مئات وآلاف الأعمال للكتاب والأدباء. كما كان لكل منظمات كومله والحركة الاشتراكية، ولاحقًا اتحاد الثوريين والمنظمات المهنية والجماهيرية، مجلاتهم الشهرية أو الفصلية الخاصة بهم.
ومع بداية مرحلة حرية كوردستان عام 1991، استمرت قناتا السليمانية ودهوك التلفزيونيتان لشعب كوردستان، وصحيفة “كوردستاني نوى”و”الاتحاد” عام 1992، ثم قناة أربيل، وتطورت لاحقا إلى قناة فضائية، مستفيدة من الإعلام الحديث في العصر الجديد، واستمرت هذه المسيرة الإعلامية.
اليوم، يقف بيت الإعلام الكبير للاتحاد الوطني، مع ولادة عشرات القنوات الأخرى واستفادته من أغلب التقنيات الحديثة، شامخا أمام النضال الإعلامي الكوردي، ومكرسا جهوده لهذا النضال الإعلامي الطويل تحت توجيهات الرئيس مام جلال، وفقا للمبادئ الثلاثة: (المصداقية، الوضوح، والجمالية).
تأتي ذكرى هذا العام بالتزامن مع مناسبتين: الأولى اليوبيل الذهبي لإعلام الاتحاد الوطني، والثانية مع انطلاق حملة الانتخابات لقائمة 222 للاتحاد الوطني الكوردستاني لمجلس النواب العراقي. في هذه المرحلة، يظل إعلام الاتحاد، مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى، ملتزما بالمبادئ الثلاثة، منقلا الحقائق بدقة، ومقدما المعلومات للجماهير بوضوح، مع حفاظه على اللغة ونقل الأخبار والتقارير والمواضيع بشكل ريادي، مكتسبا مكانة الموثوقية وقبولا واسعا من القراء والمشاهدين والسامعين وخبراء اللغة.
وفي هذه الذكرى، نرفع تحية إجلال لروح الطاهر للرئيس مام جلال وجميع شهداء طريق تحرير كوردستان، ولشهداء وإعلاميي الاتحاد الذين أسهموا في مسيرة النضال الإعلامي للاتحاد على مدى خمسين عاما، مخلدين جهودهم وعطائهم في بناء الإعلام الوطني.
بورد الإعلام
الاتحاد الوطني الكوردستاني