الكاتب والصحفي / فؤاد عثمان ـ أربيل
المتابع للمشهد السياسي العراقي خاصة الهدنة غير المعلنة بين الفرقاء السياسيين في البيت الشيعي، يلتمس بكل وضوح بأن العراق يتجه نحو مفترق طرق.
وهناك فرضيتان أولها إما أن يتجه نحو النفق المظلم لا خروجة منه، هذا إذا أصر التيار الصدري على مطالبه، والطرف الآخر لا يقدم تنازلات، بذلك يتجه العراق نحو الهاوية وهذا لا يصب في مصلحة أحد.
أو أن تتجه المشاكل نحو الحل وذلك بتقديم أطراف النزاع في البيت الشيعي أو الفرقاء السياسيين للتنازلات و التقارب و التوصل إلى حلحلة المشاكل بالتوافق و التفاهم وذلك بخفض سقف مطالبهم على حد سواء .
في الفرضية الأولى أو السيناريو الأول والتي تظهر معالمها رويدا رويدا، أن البيت الشيعي أو الفرقاء السياسيين الشعيين يخفضون سقف مطالبهم ليلتقوا في الوسط لحل الإشكاليات لتشكيل حكومة وطنية تتركز على تقديم الخدمات انطلاقا من مطالب الجماهير، وهناك تقارب في وجهات النظر، بمعنى آخر أن القوى السياسية والفرقاء السياسين توصلوا إلى قناعة مطلقة بأنه لابد من حل الإشكاليات ويستجيبون لمطالب الرأي العام، من جانبه حدد الإطار التنسيقي الـ 20/ أيلول لعقد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية وفق ما جاء في تقرير جريدة الشرق الاوسط، حيث أشار التقرير وبكل وضوح إلى أن الإطار التنسيقي يحاول عقد هذه الجلسة عقب انتهاء مراسيم أربعينية الإمام الحسين (رض)، السؤال هنا إلى أي مدى سوف يفلح في ذلك؟ الشرق الاوسط أكدت في تقريرها أن هذه المهمة لن تكون سهلة على القوى السياسية الشيعية داخل الإطار التنسيقي، دون تقديم التيار الصدري تنازلاته التي يعتبرونها مطالب الجماهير والرأي العام.
في مشهد اخر من المسرح السياسي في العراق، يقال ثمة تقارب بين الطرفين الكورديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة السيد بافل طالباني و الديمقراطي الكردستاني برئاسة السيد مسعود بارزاني، مع ان الاتحاد الوطني الكردستاني التزم الصمت في هذا الجانب الا ان القيادي في الديمقراطي الكردستاني السيد ابراهيم امينكي اكد ان الكورد سوف يتوجهون الى بغداد بمرشح واحد وثمة تقارب في وجهات النظر بين الجانبين بهذا الخصوص مؤكدا ان الاعلان عن هذه الخطوة سوف يكون مفاجئة للجميع لاننا وصلنا الى قناعة مطلقة على ضرورة توحيد الخطاب ومواقف الكورد في العراق كي نكون جزءا من الحل للمشاكل في العراق.
هذه الخطوات جانب من إحدى الفرضيات نحو حلحلة المشاكل في العراق بعد اربعينية الامام الحسين (رض) عن طريق التفاهم والتوافق و تقريب وجهات النظر ومسك العصى من الوسط. ومن غير المستبعد ان هذا التقارب في البيتين الشيعي والكوردي مصدرها الضغوطات الخارجية خاصة من الجهات التي ترى ان ابقاء الوضع في العراق بهذا الشكل يشكل خطرا على مصالحها، الولايات المتحدة على سبيل المثال كما جاء على لسان مسؤوليها.
وفي الفرضية الثانية لا سامح الله اذا اتجة الوضع نحو التصعيد في البيت الشيعي ( التيار الصدري من جهة و الاحزاب المنطوية تحت الاطار التسنيقي ) واصر الجانبان على مطالبهم دون تقديم اي تنازلات للبعض وبقاءهم على عقليتهم المتحجرة، لاشك ان مؤيدي الطرفين سوف ينزلون الى الشارع في المظاهرات و قد يحدث صدامات مسلحة، بذلك يتجه العراق نحو النفق المظلم كما يسمونه البعض، والبعض يعتقدون ان العراق سوف يتجه نحو الهاوية والانهيار الكلي.
والانظار تتجه نحو الفرضية الاولى و حلحلة الامور و تقارب الفرقاء السياسيين خاصة وأن خطوات التقارب هذه تتزامن مع زيارة مساعدة وزير الخارجية الامريكية للشرق الاوسط التي حملت رسالة مفادها ان امريكا قلقة باستمرار الوضع بهذا الشكل في العراق و شددت على ضرورة توصل الفرقاء السياسيين في العراق لحل يرضى الجميع.
لذا يرى المتابعون للمشهد السياسي العراقي أن الوضع السياسي سوف يتجه نحو الاستقرار وحلحلة المشاكل وهو إحدى الفرضيات في المشهد الذي ينتظره العراقيون بفارغ الصبر بعد زيارة الاربعينية.