برغم أن المنتخبين الإماراتي والعراقي لكرة القدم يمتلكان ثقلاً كبيراً في الكرة الآسيوية، إلا أن تاريخ لقاءاتهما مع بعض في تصفيات كأس العالم للنسخ الماضية لا يشير إلى تقابلهما كثيراً، بل اكتفى ذلك التاريخ بتسجيل (7) لقاءات سابقة فقط، آخرها يوم الخميس الماضي في أبو ظبي وانتهى بالتعادل (1 – 1)، وسيضاف لتلك اللقاءات السبعة لقاء حاسم جديد سيجري اليوم في البصرة ضمن تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل للملحق العالمي لمونديال (2026)، وهو لقاء لا يقبل التعادل، بل يجب أن يحسم بالفوز.
وبالعودة إلى قراءة لقاء المنتخبين المذكورين في تصفيات كأس العالم السابقة، نجد أن المنتخب العراقي قد فاز (3) مرات، الأولى في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال المكسيك التي جرت في الشارقة بنتيجة (3 – 2)، سجل أهداف المنتخب العراقي اللاعبان حسين سعيد “هدفين” والمرحوم ناطق هاشم، بينما حقق فوزه الثاني بتصفيات كأس العالم لعام (2018) بهدف وحيد، ثم فاز مرة أخرى بتصفيات كأس العالم الماضية (1 – 0) في المباراة التي جرت بينهما في قطر، وكان الهدف من نصيب اللاعب حسين علي، الذي استدعي مؤخراً لتمثيل “أسود الرافدين” كبديل لزميله المصاب يوسف الأمين.
في حين حقق المنتخب الإماراتي الفوز مرتين، الأولى بنتيجة (2 – 1) في الطائف السعودية عام (1985)، وكاد هذا الفوز أن يبعد المنتخب العراقي عن مونديال المكسيك (1986) الذي شارك فيه، لأن المنتخب الإماراتي كان متقدماً (2 – 0) حتى الدقيقة (89)، وهذه النتيجة كانت تؤهله لمواجهة المنتخب السوري من أجل ضمان بطاقة التأهل إلى مونديال المكسيك، إلا أن هدفاً قاتلاً سجله اللاعب العراقي كريم صدام قد أطاح بتلك الفرصة، التي تمكن المنتخب الإماراتي من تعويضها في عام (1990) عندما تواجد في مونديال روما لأول مرة وآخر مرة في تاريخه. ثم حقق فوزاً ثانياً في تصفيات كأس العالم (2018) بهدفين دون مقابل.
بينما حل التعادل بينهما مرتين، الأولى في النسخة السابقة من التصفيات، حيث انتهت المباراة التي جرت في الإمارات بالتعادل (2 – 2)، وآخرها يوم الخميس الماضي (1 – 1) في أبو ظبي.
وعندما يتجدد لقاء المنتخبين اليوم في البصرة، فأنهما سيكتبان تاريخاً جديداً لهما، فمن يستغل الفرص ويتعامل بحذر ودقة مع دقائق هذه المباراة الحاسمة والفاصلة سيستطيع الانتقال إلى الملحق العالمي المؤهل لمونديال (2026)، لأن التاريخ سيكتب للفائز من هذه المباراة أنه وصل إلى أبعد نقطة في التصفيات، برغم أن المنتخبين كان بإمكانهما التواجد بالمونديال المقبل قبل هذا الوقت، إلا أن الظروف حالت دون تحقيق طموحهما.
إن تاريخ المواجهات السابقة بين المنتخبين بتصفيات كأس العالم يميل إلى صالح “أسود الرافدين”، بعد أن حقق الفوز بثلاث مباريات، وتعادل مرتين، وخسر مثلهما، فهل يشفع التاريخ للاعبينا في تحقيق فوز رابع سيكون طعمه أحلى من الشهد إن تحقق، وهذا ما نتمناه.