تتواصل الحوارات بين القوى السياسيَّة الفائزة في الانتخابات ضمن مسارٍ يُوصف بالهادئ والمتوازن، وسط مؤشّراتٍ على إمكانيَّة حسم الرئاسات الثلاث قبل المُدَد الدستوريَّة.
وأكّد عضو ائتلاف دولة القانون عباس الموسوي، أنَّ المفاوضات تسير باتجاه إنهاء الاستحقاقات بطريقةٍ متوازنة، مع التركيز على التفاهمات الكورديَّة بشأن مرشَّح رئاسة الجمهوريَّة، إلى جانب مباحثاتٍ مع الكتل السنيَّة لتحديد حصصها، ضمن إطارٍ ينسجم مع المسارات الدستوريَّة.
وفي إطار البيت السياسيِّ السنيِّ، تُواصل القوى السياسيَّة عقد اجتماعاتٍ تشاوريَّةٍ لبحث الموقف من الاستحقاقات المقبلة، من بينها اجتماعٌ موسَّعٌ عُقد في بغداد. ورغم أنَّ الأحزاب أعلنتْ تشكيل “المجلس السياسيّ الوطنيّ” لتنسيق المواقف، إلّا أنَّ اللقاء يأتي في سياقٍ طبيعيٍّ لمرحلة ما بعد الانتخابات، على وفق مراقبين.
وفي هذا الصدد، يرى المحلّل السياسيُّ مخلد حازم أنَّ التحالفات السنيَّة لاتزال في مرحلة تفاهماتٍ أوليَّة، مع بروز احتمال ترشيح محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان، لكنّه يُشير في الوقت نفسه إلى أنَّ الصورة لا تزال غير مكتملة، ومن المتوقع أنْ تتّضح خلال الأيّام المقبلة.
وفي الاتجاه نفسه، رجَّحتْ أستاذة القانون الدوليِّ د. منال فنجان أنْ تشهد المرحلة المقبلة حسماً أسرع للملفات الدستوريَّة، مؤكّدةً أنَّ المشاورات الجارية تتّسم بدرجةٍ عاليةٍ من الهدوء والانفتاح السياسيِّ، بعكس ما شهدتْه دوراتٌ سابقةٌ من تشنّجٍ أو تصعيدٍ إعلاميٍّ.
وتابعت، أن “المفاوضات لم تقتصر على تشكيل (الكتلة الأكبر) فحسب؛ وانما الانفتاح للحوار مع باقي الكتل الأخرى، وهو دليل نضج سياسي عال بين الفرقاء بعد مرور 6 دورات انتخابية”.
وتوقعت فنجان بأن “تشكيل الحكومة القادمة سيكون أسرع من الحكومات السابقة وقبل المدد الزمنية المحددة لانتخاب الرئاسات الثلاث، كون المفاوضات تنم عن نضج ووعي في المشهد السياسي، وكذلك إعطاء مصداقية ورسائل تطمين للمواطن العراقي في المرحلة الحالية”.
أمّا بشأن رئاسة الوزراء، فأوضح المتحدِّث باسم ائتلاف النصر عقيل الرديني أنَّ الإطار التنسيقيَّ سيحسم مرشَّحه داخليّاً، مع بدء لجانه التحرّك باتجاه الكتل الأخرى لإجراء مشاوراتٍ أوليَّةٍ بشأن المناصب السياديَّة.


