تعرّض حقل كورمور الواقع ضمن حدود قضاء جمجمال في محافظة السليمانية في الساعة 11:30 من ليلة الأربعاء 26/11/2025، لهجوم، مما تسبب باندلاع حريق كبير في أحد خزانات معالجة الغاز، وتوقف إنتاج الكهرباء في إقليم كوردستان بنسبة 80%.
الهجمات على كورمور
تعرض الحقل خلال العام الماضي لـ 11 هجوما أوقعت خسائر بشرية، إلا أن إنتاج الغاز استمر ولم يؤثر على كمية إنتاج الكهرباء، لكن الهجوم الذي وقع ليلة الأربعاء الماضي أوقف إنتاج الغاز تماما، وأثّر بشكل مباشر على إنتاج الكهرباء وتجهيز المواطنين، حيث انخفض تجهيز الكهرباء إلى 6 – 8 ساعات يوميا، وفُقد نحو 2,700 – 3,000 ميغاواط، بينما هبط الإنتاج إلى 1,300 – 1,400 ميغاواط، يتم توزيعها بالتساوي بين مدن إقليم كوردستان.
ومع بدء عودة الإنتاج تدريجيا، يتوقع خلال 48 ساعة عودة التجهيز الطبيعي للكهرباء بعد إصلاح محطة كورمور.
كما طلبت الشركة المنتجة ضمانات لعدم تكرار مثل هذه الحوادث. وفي الوقت نفسه، وجّهت وزارة الكهرباء في الإقليم شكرها للمواطنين على تعاونهم خلال هذه الظروف الصعبة، وأكدت أن جميع الجهات المختصة عملت طوال الوقت لإعادة الإنتاج إلى وضعه الطبيعي.
الاتحاد الوطني كان دائماً مستعداً لتسخير الغاز لخدمة المواطنين
إن حرص الاتحاد الوطني الكوردستاني على غاز الإقليم واستخدامه لخدمة المواطنين، دفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني سابقا إلى التخلي عن مشروع تصدير الغاز، وحينما تم تخصيص الغاز لخدمة مواطني الإقليم، أعلن الاتحاد الوطني عبر مشروع حكومة الإقليم الذي يمثله نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني استعداده لتسخير غاز كورمور لمشروع الطاقة الذي يوفر كهرباء 24 ساعة للمواطنين.
بعد الهجوم الأخير، اتضح للجميع مدى أهمية هذا الغاز للخدمة العامة، وأن أي مشروع للطاقة لا يمكن أن يعمل بدونه، وقد ازداد إدراك المواطنين لسياسة الاتحاد الوطني ورؤيته، وأصبح الجميع – بلا استثناء – قلقين من استهداف الحقل لما يلحقه من ضرر مباشر بالمواطنين وليس بالأحزاب أو المسؤولين، مما اثار ردود فعل داخلية وخارجية.
الهجوم اثار رد فعل
على مستوى الإقليم، أصدر بافل جلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بيانا شديد اللهجة أكد فيه أن الهجوم الإرهابي على حقل كورمور غير مقبول، وأن الرد عليه يجب أن يكون صارما وحاسما، مشددا على وجوب أن تكون السلاح بيد الدولة فقط، وأن تُحل الميليشيات الخارجة عن القانون أو تدمر.
كما أصدر قوباد طالباني نائب رئيس وزراء الإقليم بيانا قال فيه: “إن الهجوم عمل إرهابي وتهديد خطير للبنية الاقتصادية لكوردستان، داعيا لاتخاذ خطوات فعلية لمواجهته”.
وأكد أن “على الحكومة الاتحادية محاسبة منفذي الهجوم، وأن استمرار مثل هذه الاعتداءات لم يعد مقبولا ويجب أن يشكل خطوة حاسمة في نهج الحكومة العراقية المقبلة”.
ردود فعل عراقية
دعا الدكتورعبداللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق إلى إجراء تحقيق شامل في الهجوم وكشف تفاصيله، وطالب بتوحيد مواقف جميع القوى السياسية لمنع أي محاولة لنشر العنف والتوتر.
كما عقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اجتماعا أمنيا رفيعا وشكّل لجنتين للتحقيق، بالإضافة إلى لجنة من القيادات العسكرية المشتركة لمتابعة القضية ومحاسبة المسؤولين.
وفي السياق ذاته، أعلنت الإطار التنسيقي للقوى الشيعية دعمها للجنة التي شكلها السوداني، مشيرة إلى ضرورة التعامل مع الهجوم بوصفه تهديدا وطنيا يستوجب إجراءات تمنع تكراره.
ومن الشخصيات العراقية التي استنكرت الهجوم:
-
قيس الخزعلي – الأمين العام لعصائب أهل الحق
-
عمار الحكيم – رئيس تيار الحكمة
-
خميس الخنجر – رئيس تحالف العزم
-
ريان الكلداني – رئيس حركة بابليون
-
حزب متحدون
-
محسن المندلاوي
المواقف الدولية
اما على الصعيد الدولي، أدانت تركيا والاتحاد الأوروبي والسفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في العراق الهجوم على حقل كورمور، عبر بيانات وتصريحات شديدة اللهجة.
ولكشف ملابسات الهجوم وتحديد الأضرار، زارت لجنة مشتركة من حكومتي العراق وإقليم كوردستان الحقل بعد ست ساعات، وأكدت أن الهجوم نُفّذ باستخدام صواريخ ومسيرات معا، كما تعهدت بحماية المجال الجوي للمنشأة.
حقل كورمور

