ناقش رئيس خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة ورئيس اللجنة الإعلامية للانتخابات في العراق، الفريق الدكتور سعد معن، مع فريق اليونسكو في العراق، الآثار المتسارعة للتواصل الاجتماعي والإعلام المجتمعي على سير العملية الانتخابية الأخيرة، وذلك خلال اجتماع مشترك عُقد في بغداد ضمن إطار مشروع “تواصل وإعلام مجتمعي من أجل السلام” الذي تنفّذه اليونسكو بدعم من الاتحاد الأوروبي.
وقد استعرض الجانبان تقريرًا تخصصيًا مشتركًا أعدّته اليونسكو وخلية الإعلام الأمني، يتناول بالدراسة والتحليل أبرز التحديات الرقمية التي رافقت الانتخابات، وفي مقدمتها خطاب الكراهية الذي تصاعد عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأسهم في استهداف مرشحات ومرشحين وفئات اجتماعية بعينها، عبر حملات منظمة تجاوز بعضها حدود العراق، الأمر الذي تطلّب تدخّل اللجنة الإعلامية للانتخابات بصورة عاجلة، فيما استدعت بعض الحالات معالجة مباشرة من قبل المنصات الرقمية العالمية لما تحمله من طابع عابر للحدود.
وأشار التقرير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تقتصر على الجوانب السلبية، بل شكّلت أيضًا مساحة مؤثرة مارس من خلالها المستخدمون وصنّاع المحتوى دورًا إيجابيًا في نشر الوعي الانتخابي، وتعزيز المشاركة، وكشف المعلومات المضللة، مما يؤكد الازدواجية العميقة في الأثر الرقمي على المشهد الانتخابي.
وخلال الاجتماع، شدّد الطرفان على أهمية تسليط الضوء على هذه الظواهر الرقمية غير القانونية، ووضع آليات مستدامة لرصدها ومعالجتها، بما يعزز نزاهة العمليات الانتخابية ويحفظ السلم المجتمعي.
وأكدت اليونسكو، من جانبها، التزامها الكامل بمواصلة العمل مع خلية الإعلام الأمني، معلنة عن إعداد سلسلة ورش عمل، وجلسات نقاش، وندوات تخصصية خلال الفترة المقبلة، تهدف إلى تطوير منهجيات الرصد الرقمي، وتعزيز قدرات المؤسسات الأمنية والإعلامية، وتمكين المستخدمين وصنّاع المحتوى من مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة بصورة فعّالة.
ويأتي هذا التعاون كجزء من توجه وطني ودولي مشترك لتعزيز بيئة إعلامية رقمية آمنة، ودعم جهود العراق في حماية العملية الديمقراطية وبناء إعلام مجتمعي مسؤول يسهم في ترسيخ السلام الاجتماعي.

