في السابق كانت هنالك مواد إعلامية، تناقش قضايا مجتمعية مهمة وتعالجها، في المقابل نرى اليوم الكثير من القنوات العراقية التي تعرض من خلال محتواها الصور النمطية عن المرأة، ما إليه الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، اسراء سلمان، إثناء الحديث عن مناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، في برنامج تمكين المعروض على شاشة قناة المسرى .

وأشارت، إلى أن مشاهد العنف ضد المرأة في الدراما ووسائل الإعلام، تساعد في رسم صوراً نمطية عن المرأة في المجتمع، بأنها يجب أن تقبل بالعنف المسلط ضدها، كذلك المشاهد التي تهين النساء الأرامل والمطلقات في المسلسلات المحلية، وتصويرهن دائماً بصورة سيئة، أو بصورة أخلاقية منحلة، إيضاً يشكل صوراً نمطية في المجتمع عن تلك النساء، لذلك يعد دور الإعلام مهم في تسليط الضوء على هذه القضايا ومحاربة العنف ضد النساء .
اسراء: الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء الفرد السوي
وإثناء حديثها عن توفير البيئة الآمنة للفرد، أكدت اسراء على أنه يفترض أن يكون المنزل والأسرة هو المكان الأكثر أماناً للفرد، إلا ان الكثير من المشكلات تبدأ من الأسرة ومن ثم تتفرع إلى المجتمع، إذ أن أغلب حالات العنف تظهر من داخل الأسرة، كما أن سلوك الشخص المعنف أيضاً ناتجة عن غياب دور الأسرة الحقيقي في حياة ذلك الشخص، لذلك تعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء الإنسان، فإما ان تنتج فرد يشعر بالاستقرار والحب والثقة وبالتالي يكون عنصر فعال في المجتمع، أو تنتج افراداً عنيفة يعانون من مشاكل نفسية وسلوكية وإجتماعية .
اسراء: قانون العنف الأسري تحمي أي فرد من ظاهرة العنف
وأشارت ايضاً الى أهمية الحماية القانونية في تنظيم سلوك الفرد والمجتمع، فالقوانين هي التي تشكل المجتمعات المتقدمة والمتمتعة بالحرية، وعلى الرغم من ذلك إلا اننا اليوم لا زلنا نعاني من الفهم الخاطيء لقانون يحمي الأسرة مثل “قانون العنف الأسري”، فيضن البعض أنه قانون خاص بالمرأة، إلا أنه وعلى العكس من ذلك فهو قانون يحمي الأسرة بصورة كاملة من العنف، إذ يعد وجود قوانين رادعة موضوع مهم، ونحن بحاجة إلى قوانين صارمة وشديدة للحد من ظاهرة العنف .
اسراء: لوم الضحية والتسامح مع مرتكبي الفعل يشكل وسائل قوة للمبتز
وأكدت اسراء، ان إنتشار ظاهرة لوم الضحية بإستمرار في مجتمعاتنا قد شكل تعقيداً أكبر في معالجة العنف، فعلى الرغم من أن مرتكبي العنف والإبتزاز هم من يستحقون الاستجواب والمحاسبة، إلا انه ما زالت إلى يومنا هذا الضحية تُلام على سلوكها أو افعالها التي يبرر بها المجتمع جرائم المعنف، مما يزيد ذلك من إزدياد وإرتفاع نسب التعنيف في المجتمع .

