تقرير : محمد البغدادي
أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن استبعاد نحو ستة مرشحين منذ انتهاء العملية الانتخابية وحتى الآن، مؤكدة حدوث متغيرات حقيقية في النتائج وتوزيع المقاعد.
وقال المستشار القانوني في المفوضية حسن سلمان، في تصريح صحفي، إن”عدد المرشحين الذين تم استبعادهم منذ ما بعد الانتخابات ولغاية هذه اللحظة بلغ نحو 6 مرشحين”، مبيناً أن”آخر حالة استبعاد جاءت نتيجة طعن في أهلية أحد المرشحين، ما أدى إلى نجاح الطعن واستبعاده”.
وأضاف سلمان، أن”هناك متغيرات حقيقية طرأت على النتائج، حيث فقدت بعض القوائم مقاعد كانت محسوبة لها بعد استبعاد مرشحين فائزين”، كاشفاً عن”تغيير في كوتا النساء بمحافظة نينوى، حيث انتقل مقعد الكوتا من قائمة إلى أخرى، وتم استبدال المقعد بمرشح رجل في القائمة التي كانت تحوز الكوتا سابقاً”.
وأوضح المستشار القانوني، أن”قرارات الاستبعاد المبنية على الطعون في الأهلية لا تستوجب إعادة فتح المحطات أو العد والفرز اليدوي”، لافتا الى أن”أي إشارة أو طعن يرد إلى المفوضية قبل المصادقة النهائية من المحكمة الاتحادية سيتم دراسته من قبل مجلس المفوضين واتخاذ القرار اللازم بشأنه”.
وتأتي هذه التطورات في سياق عملية متابعة النتائج الانتخابية والطعون المقدمة من المرشحين والقوائم الانتخابية، حيث تسعى المفوضية إلى ضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
يذكر أن مجلس القضاء الأعلى، أعلن الأحد، أن الهيئة القضائية للانتخابات قد حسمت النظر بجميع الطعون المقدمة على نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي.
وقال المجلس في بيان له: “إن الهيئة القضائية للانتخابات قد أكملت النظر بجميع الطعون المقدمة على نتائج الانتخابات، والتي بلغ عددها 853 طعناً”.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن العملية الانتخابية الأخيرة لم تسجل أي شكاوى حمراء أو مخالفات قانونية تؤثر في النتائج.
وقال المتحدث الإعلامي للمفوضية عماد جميل في تصريح صحفي، إن”هناك استعدادات لعقد سلسلة من الورش لمناقشة الدروس المستخلصة من العملية الانتخابية، والاستفادة من التقارير الصادرة عن الجهات المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني”.
وأضاف جميل أن “الهدف من هذه الورش والدراسات المستمرة هو تعزيز نزاهة العملية الانتخابية مستقبلاً، والاستفادة من الخبرات الدولية والمحلية لضمان تنظيم انتخابات دقيقة وشفافة”.
وتابع أن “عدم تسجيل أي شكاوى حمراء يعد دليلاً واضحاً على أن العملية خالية من محاولات التلاعب أو أي مخالفات قانونية قد تؤثر في التصويت أو احتساب الأصوات”.
جدير بالذكر أن رئيس خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة ورئيس اللجنة الإعلامية للانتخابات في العراق، الفريق الدكتور سعد معن، ناقش مع فريق اليونسكو في العراق، الآثار المتسارعة للتواصل الاجتماعي والإعلام المجتمعي على سير العملية الانتخابية الأخيرة، وذلك خلال اجتماع مشترك عُقد في بغداد ضمن إطار مشروع “تواصل وإعلام مجتمعي من أجل السلام” الذي تنفّذه اليونسكو بدعم من الاتحاد الأوروبي.
واستعرض الجانبان تقريرًا تخصصيًا مشتركًا أعدّته اليونسكو وخلية الإعلام الأمني، يتناول بالدراسة والتحليل أبرز التحديات الرقمية التي رافقت الانتخابات، وفي مقدمتها خطاب الكراهية الذي تصاعد عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأسهم في استهداف مرشحات ومرشحين وفئات اجتماعية بعينها، عبر حملات منظمة تجاوز بعضها حدود العراق، الأمر الذي تطلّب تدخّل اللجنة الإعلامية للانتخابات بصورة عاجلة، فيما استدعت بعض الحالات معالجة مباشرة من قبل المنصات الرقمية العالمية لما تحمله من طابع عابر للحدود.
وأشار التقرير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تقتصر على الجوانب السلبية، بل شكّلت أيضًا مساحة مؤثرة مارس من خلالها المستخدمون وصنّاع المحتوى دورًا إيجابيًا في نشر الوعي الانتخابي، وتعزيز المشاركة، وكشف المعلومات المضللة، مما يؤكد الازدواجية العميقة في الأثر الرقمي على المشهد الانتخابي.





