لو كنتُ بدلاً من محافظ أربيل
كتابة : لطيف نيروه يي
ترجمة : نرمين عثمان محمد / عن موقع صحيفة كوردستاني نوى
لو كنتُ بدلاً من محافظ أربيل، لطلبتُ العفو عشر مرات، ولتوسلت طلباً للسماح ولذلك :
أولاً:
كنتُ سأزور شيماء أحمد، مراسلة قناة (8)، و أطلب منها الاعتذار ثلاث مرات،وكنت أقول لها :
• سامحيني سيدتي الكريمة، فبحسب الأعراف الكردية، من المخجل جدًا أن يعتدي أربعة رجال على فتاة واحدة، وقد وقعت هذه الاعتداءات ضمن حدود مسؤولياتي.
• سامحيني سيدتي، ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن أنشطة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات في كردستان، وقع هذا العنف اللامبرر ضدك داخل نطاق إدارتي.
• سامحيني سيدتي الصحفية، فنحن نتحدث عن حرية الصحافة منذ زمن بعيد ،ولكن داخل حدود إدارتنا يعتدي أربعة أشخاص على صحفية بريئة، وتُتلف معدات عملها. لذا أطلب منك العفو، وأطلب من خلالك العفو من جميع نساء وفتيات كردستان.
• ومن خلالك أيضًا أطلب العفو من جميع صحفيي كردستان، عمّا حصل من إساءة تجاه الميكروفون والكاميرا والكلمة والعمل الصحفي؛ فأنا أخشى من الآن فصاعدا و في كل مرة تقع عيني على ميكرفونكم أو ميكرفونات القنوات الأخرى سأشعر بالخجل ولن أستطيع الحديث كما يجب.
ثانيًا:
كنت سأزور ذلك المواطن المعوق البسيط الذي نُقل مضطرًامن قريته و دون أية وسيلة نقل، وكنت أسأل عن أخباره من قريب، وأطلب العفو مقابل ما حصل بحقه وأوفر له وسيلة نقل ،وأقول له : “شعرتُ بالخجل مرتين ،مرة عندما رأيتُ صورتك على شاشات التلفاز بهذا الشكل، وأشعر بالخجل للمرة الثانية لأنه مازال لحد الآن يوجد لدينا في عاصمة كردستان معوقين أمثال حضرتك بينما لا يملكون أية وسيلة نقل بسيطة!”.
ثالثًا:
كنتُ سأزور عائلة ذلك الطفل الرضيع الذي كان يرتجف بردًا على قارعة الطريق باكيأً من زجاجته لشرب الحليب ، وكنت سأطلب العفو من ذلك الرضيع ، وأقول له: “حين رأيت صورتك على شاشات التلفاز شعرت بالخجل والقلق، وأخشى أنه كلما وقع نظري على طفل رضيع آخر أن تعود الى ذاكرتي مشهدك المجع للقلوب”.
رابعًا:
كنتُ سأزور جميع أطفال قرية لاجان ، وأبلغهم أن يعذروني بنبلهم وكرمهم ، لأنه بسبب تلك الحادثة عُزِلوا عن مدارسهم .
خامسًا:
كنتُ سأزور بيت ذلك الشيخ المُسن الذي كان يبكي من أعماقه بحرقة،وكنت أقول له : ” أطلب منك أن تسامحني كثيراً ياعمي”.
سادسًا:
كنتُ سأزور شباب قرية لاجانالمعتقلين في اسجون ، وكنت أطلب منهم العفو والسماح ،وأقول لهم : “سامحوني ، لقد تأخرت في الإتصال بكم ، ولو كنت قد بذلت جهدًا أكبر في حل المشكلة بينكم وبين الشركة وتوسطت بينكم لما وصلت الأمور إلى هذا الحد، وكانت النتئج أحسن مماهي عليه الآ، لقد قصرت أنا في حقكم ولذلك سنطلق سراحكم فوراً.
سابعًا:
كنت سأطلب العفو من أهالي أربيل ومحيطها، وأقول لهم إن مشكلتكم كانت بسيطة جداًوكان يمكن حلّها، وإن شباب لاجان طلبوا التعيين وفرص العمل، ولم تكن لهم علاقة بأي طرف سياسي أو أيةِ جهاتٍ مخربة ، ونحن أهملنا ذلك ، فلا أنا كمحافظ، ولا نائبي، ولا مساعدي، ولا مدير الشرطة، ولا أي مسؤول إداري في أربيل لم نبذل جهدًا قانونيًا وإداريًا لحل المشكلة. للأسف كان خيار القوة هو الخيار الوحيد المتاح، وبسببه أُريق دم كثير ظلمًا، ودخل سكان أربيل والمناطق المحيطة بها في حالة غير إعتيادية ومليئة بالقلق والخوف لعدة أيام.
ثامنًا:
لم أكن لأهدّد بقطع يد أي شاب طالب بالتعيين، بل كنت سأطلب العفو من جميع الأطراف، لأنه بسبب تأخرنا وتقصيرنا حصلت مجموعة من الأحداث غير المرغوبة ، ولهذا أرجو منكم جميعًا أن تسامحوني.

