في فصل دراسي يموج بالحياة والإبداع، تحول درس الشعر والنقد الأدبي بمرحلته الرابعة في القسم اللغة العربية إلى مسرح حقيقي للمعرفة والتجربة، حيث قام الطلاب بتمثيل أدوار من المسرحية الشعرية الخالدة “مجنون ليلى” لأحمد شوقي، محاولين استحضار عالم قيس بن الملوح وعشقه الأسطوري. لم يكتف الطلاب بهذا الأداء التمثيلي فحسب، بل تجاوزوه إلى محاكاة تاريخية حية لشعراء النقائض الأشهر: جرير والفرزدق والأخطل، في حلقات شعرية تنافسية تذكر بصراعاتهم الأدبية الشهيرة. ومع ذلك قام الطلاب بتطبيق بعض من المناهج النقدية على الحلقة الشعرية والمقاطع الشعرية المتداولة. ما يميز هذه التجربة هو تعمق الطلاب في النقد متعدد الجوانب:
- النقد الثقافي: حيث حللوا القيم والعادات الاجتماعية المبطنة في النصوص
- النقد الاجتماعي: بدراسة طبقات المجتمع والعلاقات الإنسانية في السياق التاريخي
- النقد التاريخي: بربط النصوص بسياقاتها الزمنية وأحداثها المؤثرة
كما أثرى الطلاب تجربتهم بإلقاء قصائد متفرقة أخرى، مما وسّع مداركهم وأعانهم على الفهم الأعمق للأدوار التي تقمصوها، وذلك تحت إشراف أساتذتهم الذين قدموا الدعم المعرفي والمنهجي.
وجدير بالذكر أن العروض تميزت بدرجة عالية من الإتقان والجدية، حيث ظهر تقمص رائع للأدوار، ونقد عميق متعب فيه، مما يشير إلى فهم حقيقي للمواد الدراسية وإجادة في تطبيق مناهجها. هذه المبادرة التعليمية لم تكن مجرد نشاط ترفيهي، بل كانت دليلاً واضحاً على:
- الفهم العميق للنصوص الشعرية والنقدية
- القدرة على التحليل النقدي متعدد الأبعاد
- المهارة في التطبيق العملي للمعارف النظرية
- الجرأة الإبداعية في تقديم التراث بصورة معاصرة
ختاماً، تثبت هذه التجربة أن الجمع بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي الإبداعي يؤدي إلى استيعاب أعمق للمواد الدراسية، ويخلق جيلاً من الدارسين القادرين على التفاعل الحي مع تراثهم الأدبي، لا كمستمعين سلبيين، بل كفاعلين ناقدين يربطون الماضي بالحاضر، والشعر بالحياة.


