إعداد: ريبر إبراهيم
شهد العراق خلال العام الجاري 2025 سلسلة أحداث أمنية كان أبرزها الهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت حقول الطاقة في إقليم كوردستان إضافة إلى التوترات في الشرق الأوسط خلال المواجهة بين تل أبيب وطهران والذي وصل لمستويات أكثر ضراوة وأوسع امتدادا.
البداية من شهر شباط 2025 حيث تعرض حقل غاز كورمور في الثاني من شباط لاستهداف طائرة بدون طيار بالتزامن مع مفاوضات بين بغداد وأربيل حول قضايا الطاقة وملف إعادة تصدير النفط، ومع تواصل الأحداث الأمنية أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الرابع عشر من شهر آذار الماضي، عن مقتل عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى أبو خديجة، بعملية استخباراتية مشتركة في صحراء الأنبار حيث كان يعد الرجل الثاني في تنظيم داعش .
وفي مطلع شهر نيسان أسفر هجوم على مسيرة احتفالات للمسيحيين بعيد أكيتو في محافظة دهوك بوقوع ثلاثة جرحى حيث كشف مجلس أمن إقليم كوردستان أن الشخص الذي هاجم احتفالية عيد أكيتو ينتمي إلى جماعات ذات معتقدات إرهابية تتبنى فكر تنظيم داعش وتبين أنه من الجنسية السورية.
وفي منتصف شهر أيار من العام 2025 أكملت الحكومة العراقية استعداداتها الأمنية لانعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد حيث أسفر التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية بتأمين الحدث المهم وكشفت عن مدى الحرص على إنجاح تنظيم القمة وتقديم أفضل صورة عن العراق.
في حزيران تعرضت قواعد عسكرية لسلسلة هجمات بطائرات بدون طيار مع عدم وقوع إصابات من بينها مجمع قاعدة النصر الأميركية قرب مطار بغداد الدولي كما تعرضت قاعدة بلد الجوية أيضاً لهجوم فضلا عن هجوم آخر على أنظمة الرادار في قاعدة الإمام علي، وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء أن الطائرات بدون طيار تسببت في “أضرار كبيرة” لأنظمة الرادار في قاعدتي التاجي والإمام علي وأدانت الحكومة العراقية الهجمات ووصفتها بـ “الجبانة والخائنة”.
العراق يقدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ويدين خرق أجواءه
منتصف العام 2025 كانت المنطقة على موعد مع تصعيد أمني خطير حيث اندلعت حرب الإثني عشر يوما بين إيران وإسرائيل وفي منتصف حزيران قدم العراق شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي أعرب فيها عن إدانته واستنكاره الشديدين لقيام إسرائيل بخرق الأجواء العراقية واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة فيما علقت وزارة النقل العراقية مرور الطيران المدني وأغلقت الأجواء العراقية كإجراء احترازي وبالتزامن مع ذلك قامت طائرات أميركية بإجلاء موظفين غير أساسيين من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد عبر مطار بغداد الدولي .
وخلال فترة المواجهة بين إسرائيل وإيران شهد العراق عدة حوادث أمنية حيث استهدف هجوم بطائرة بدون طيار مطار أربيل الدولي مطلع شهر تموز من العام 2025 كما تم اعتراض هجوم بطائرة بدون طيار استهدف مطار أربيل الدولي منتصف الشهر فيما ضربت طائرتان بدون طيار حقل نفط خورملة في أربيل ما تسبب بأضرار في خط الأنابيب فيما تعرض حقل نفط طاوكه لهجوم آخر بواسطة طائرات بدون طيار.
وفي حدث مؤلم شهده العراق أيضا منتصف العام..أدى اندلاع حريق في أحد المراكز التجارية بمدينة الكوت مركز محافظ واسط شرق العراق إلى مقتل 77 شخص واصابة المئات.
القوات الأميركية بدأت انسحابها من قاعدة عين الأسد غربي العراق في شهر آب
بالتزامن مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة بدأت القوات الأميركية انسحابها من قاعدة عين الأسد غربي العراق في شهر آب وذلك تنفيذا لمقتضيات الاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية في بغداد في أيلول 2024، بانتهاء مهمة القوات الأميركية لدعم العراق في مواجهة تنظيم داعش.
في هذا الشهر أيضا أعلن جهاز الأمن الوطني عن الإطاحة بأحد أبرز المطلوبين من أزلام النظام البائد والذي يدعى عجاج أحمد حردان الناصري ويطلق عليه اسم جلاد الأنفال و “نگرة السلمان” المتهم بدفن عوائل المؤنفلين الكورد و شباب الجنوب وتعذيب المعتقلين بوضعهم تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات إضافة إلى الحرمان من الماء والجوع، وارتكاب جرائم اغتصاب وقتل جماعي بحق الذين تم ترحيلهم إلى سجن نقرة السلمان خلال عام 1988 .
وفيما يتعلق بالتواجد الأجنبي في العراق كشف مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي في أوائل أيلول من العام 2025 أن مهمة تواجد بعثة التحالف الدولي في بغداد وعين الأسد ستنتهي بشهر أيلول حيث أكد أن الحكومة ملتزمة بالمنهاج الحكومي عبر بناء القوات المسلحة وإنهاء مهام التحالف الدولي ونقل العلاقات الأمنية مع دول التحالف إلى علاقات دفاعية ثنائية مستقرة.
وفي السياق أكدت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في مطلع شهر تشرين الأول أن الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف الدولي سيقلصون مهمتهم العسكرية في العراق بناء على الاتفاق مع الحكومة العراقية وذلك بالتزامن مع الإعلان عن بدء الانسحاب الأميركي من وسط العراق إلى قاعدة حرير في إقليم كوردستان.
في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني أجرى العراق الانتخابات التشريعية السادسة منذ العام 2003 وسط إجراءات أمنية مشددة حيث أعلن وزير الداخلية عبد الأمير الشمري أن الانتخابات جرت بسلاسة وفق الخطة الأمنية المتكاملة لتأمين العملية في جميع المحافظات وتأمين صناديق الاقتراع حتى مرحلة الفرز وإعلان النتائج النهائية .
حقل كورمور يتعرض لهجوم بطائرات مسيرة ما أدى إلى إيقاف تصدير الغاز
وفي نهاية هذا الشهر تعرَّض حقل كورمور الغازي في محافظة السليمانية لهجوم بطائرات مسيرة مجهولة، للمرة الثانية خلال أيام، ما أدى إلى اندلاع حرائق وإيقاف تصدير الغاز بشكل كامل لمحطات إنتاج الكهرباء في الإقليم وعلى الفور وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية عليا لمعرفة ملابسات الحادث، فيما أكد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني أن الرد على الهجوم الذي استهدف حقل غاز كورمور سيكون قويا وحاسما مشددا على أن السلاح يجب أن يبقى حصرا بيد الدولة وأن أي ميليشيات مسلحة خارج إطار القانون ينبغي إنهاء وجودها أو تفكيكها بالكامل.
وفي حصيلة لنشاطاتها خلال العام 2025 أعلنت المديرية العامة لشؤون المخدرات في وزارة الداخلية عن إلقاء القبض على 72 تاجرا دوليا و212 تاجرا محليا بقضايا حيازة وترويج وتهريب المخدرات بينهم رؤساء مافيات بارزة في شبكات دولية خلال النصف الأول من عام 2025 مشيرة إلى إحباط تهريب كميات ضخمة من المخدرات كانت في طريقها إلى داخل البلاد و وفقا لتقارير وزارة الداخلية، فقد تم اعتقال ما يزيد عن 15,000 متورّط في تجارة المخدرات منذ بداية العا، مع تفكيك حوالي 230 شبكة تعمل في هذا المجال، منها 27 شبكة دولية تُشير إلى تنامي العصابات العابرة للحدود.
كما كشفت بعض التقارير أن العمليات الأمنية أدت إلى ضبط كميات فردية تصل في بعض الحالات إلى 6 أطنان من المخدرات، فيما بلغت المجملات خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 28 طناً من المخدرات والمؤثرات العقلية.
وفي حصيلة أخرى للعمليات الأمنية في عموم العراق واصلت مديرية الاستخبارات العسكرية اعتقال المطلوبين بتهمة “الإرهاب” في عدة محافظات كما نفذ جهاز مكافحة الإرهاب عمليات نوعية أسفرت عن اعتقال عشرات الإرهابيين في مختلف المحافظات وخاصة في نينوى وكركوك وصلاح الدين فضلا عن عمليات أخرى قامت بها الأجهزة الأمنية العراقية خلال العام في مختلف المناطق بهدف حفظ الأمن والاستقرار ومعالجة مخلفات الحرب وملاحقة بقايا داعش.

