*محمد شيخ عثمان
اين يجب ان يكون المسؤول حين تتحول رواتب الموظفين الى ازمة مزمنة، وحين تصبح كرامة العيش رهينة تسويات مؤقتة وحلول ترقيعية؟
هل اذهب الى الامارات ومصر وغيرها من العواصم، فاصرف ملايين الدولارات على السفر والاقامة والاستجمام، وانشغل بلقاءات شكلية ومحادثات تجارية شخصية، لا تنتج موقفا وطنيا ولا تعيد حقا ولا تطمئن عائلة تنتظر راتبها اخر الشهر؟
ام اذهب الى بغداد، حيث تتحدد مصائر الميزانيات، وتفسر النصوص الدستورية، وتدار المعارك الحقيقية من اجل الحقوق؟
حيث يجب ان يكون صوت كردستان حاضرا بقوة، لا مترددا، مطالبا بحقوق شعبه الدستورية بوضوح ومسؤولية، لا عبر الوسطاء ولا عبر الحلول العابرة.
هل ابحث عن مخارج خارجية تؤمن رواتب ثلاثة اشهر لموظفي الاقليم، ثم نعود بعدها الى الازمة ذاتها، ام اركز حضوري في بغداد، وامارس دوري ومهامي السياسية والوطنية باخلاص، من اجل حل جذري دائم، يضمن الرواتب، ويثبت الاستحقاقات المالية، ويضع حدا لتكرار هذه الماساة عاما بعد عام؟
القضية ليست خيار سفر، ولا مقارنة بين عواصم، ولا تفضيلا للراحة على المشقة.
انها قضية مسؤولية وضمير، واختبار حقيقي لمعنى القيادة في لحظة ازمة.
اين اذهب؟
اذهب الى حيث تنتزع الحقوق لا حيث تستهلك الاموال.
اذهب الى حيث يكتب الحل في النص الدستوري لا في بيانات العلاقات العامة.
اذهب الى بغداد، لان معركة رواتب موظفي كردستان ليست قضية علاقات خارجية، بل قضية دولة، ودستور، وحق لا يقبل المساومة.

