خاص: المسرى
مشهد الشمس أو مردّ الشمس أو ردّ الشمس تسميات متعددة لمكان واحد وهو المنارة السلجوقية. لا يبعد إلا بضعة مئات من الأمتار عن منطقة باب الحسين في مركز مدينة الحلة بمحافظة بابل.
طراز سلجوقي
يبلغ تاريخ هذا الأثر المعماري حوالي 950 سنة حيث تم بناؤه على الطراز السلجوقي بهندسة معمارية بديعة على شكل زقورة يبلغ ارتفاعها حوالي 25 متراً.
معلم تاريخي مهدد بالانهيار
واليوم وبعد آلاف السنين على بناء المنارة، ترك الزمن وعوامل التعرية وقلة الصيانة آثارها البالغة على المنارة، الأمر الذي يهدد هذا المعلم التاريخ للانهيار، ما دعا ديوان الوقف الشيعي بإصدار كتاب عاجل لغلق المقام أمام الزائرين، إلا أن إدارة المقام لم تطبق القرار.
ويقول مدير ديوان الوقف الشيعي في بابل المهندس عبد العظيم كريدي للمسرى: إن “قبة المنارة تضررت تضرراً كبيراً وظهرت فيها آثار تشققات وهي ليست وليدة اللحظة بل تعود إلى نحو 20 عاماً، إلا أن التشققات تطورت الآن وتم إجراء دراسات كثيرة ومنها فحص اختراق الرادار الأرضي”.
وأضاف كريدي، أن “هذه الفحوصات مهمة جداً ومتطورة وأظهرت وجود تكهفات وفجوات كثيرة في أسس القبة السلجوقية ومحيطها”.
من جانبها تقول خبيرة الآثار المهندسة بان محمد للمسرى: إن “الشروخ الكبيرة ممكن أن تؤدي إلى سقوط المبنى، إذا كانت الشروخ كبيرة وعددها كبيراً في السقف أو في الجدران، فهذا من الطبيعي أن يؤدي إلى انهيار وسقوط المعلم”.
وأوضحت محمد، أن “العوامل المناخية لها تأثير كبير على المعلم الأثري مثل الأمطار والرياح والجفاف والتي من الممكن أن تتسبب في حدوث تصدعات بالخرسانة، أو من الممكن أن يسقط المبنى بسبب هبوط التربة، لذلك، فإن هذا الأمر سيؤثر على المبنى بأكمله وقد يؤدي إلى سقوطه”.
معبد وثني
تاريخياً هذا المشهد المقدس كان معبداً وثنياً لإله الشمس بناه نبوخذ نصر وهو والد الملك البابلي نبوخذ نصر وعند مجيء الإسلام تحول هذا المعبد المقدس من معبد وثني إلى معبد يوحد فيه الله وحظي هذا المكان بكرامة رد الشمس على أشهر الروايات على يد الإمام علي عند رجوعه من معركة صفين عام 37 هجرية.