المسرى .. متابعات
تواجه عقرة الواقعة على بعد 500 كيلومتر شمال بغداد، كما بقية مناطق البلاد ، تداعيات التغير المناخي. وبين ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه المتزايد، ويعد العراق من بين الدول الخمس الأكثر عرضةً لتأثيرات التغير المناخي، وفق الأمم المتحدة.
تسعى عقرة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، إلى مكافحة تأثيرات التغير المناخي معتمدةً على أساليب الأجداد. وفي حين لا يزال يسمح باستخدام الإسمنت في البناء في الضواحي، هو ممنوع في البناء والترميم في وسط المدينة التاريخي منذ عام 1991.
رئيس بلدية عقرة، بلند رضا زبير، يشرح أن “المباني الحجرية لديها بالتأكيد قدرة أكبر على المقاومة”، مضيفاً أن الحجر يسمح بالتخفيف من “تأثير التغير المناخي” لأن “الإسمنت يرفع درجات الحرارة ويؤثر في البيئة”. ونتيجة بنائها من الحجر، تراوح ألوان مباني وسط المدينة بين الأصفر الشاحب والبني النحاسي.
المبنى الذي يرتفع عند مدخل البلدة القديمة، الموروث عن زمن الإمبراطورية العثمانية بني في عام 1853. فيما يقول المهندس المشرف على ترميم المنازل في عقرة، جميل صديق، إن” هذا المبنى كان عبارة عن “ثكنة عسكرية” حينها.”
وتستقدم الأحجار المستخدمة في عمليات إعادة الترميم “من الجبال، ويستخدمون الأحجار الجيرية للبناء. سهل على الناس البناء بالحجر، فهو رخيص، وهي مادة متوافرة.
ويضيف صديق أن الحجر يشكل “عازلاً حرارياً جيداً. الجدران الحجرية عريضة، جدار الإسمنت مثلاً سماكته 20 سنتمتراً، لكن جدار الحجر تراوح سماكته بين 40 إلى 60 سنتمتراً”.
وعلى مدى ثلاث سنوات، أي بين عامي 2011 و2014، سمحت الأموال العامة التي خصصت للمدينة بترميم 25 منزلاً قديماً ومسجداً. لكن هذه التمويلات علقت في عام 2014 بسبب “الأزمة المالية”، وفق رئيس البلدية.
ولا يوجد اليوم ما يمنع السكان من ترميم منازل أو بناء منازل جديدة بمالهم الخاص، شرط ألا يستخدموا الإسمنت إلا في حال “تغطيته بالحجر”
وترى السلطات، أن الحفاظ على الإرث المعماري هذا يتيح أيضاً إنعاش السياحة في عقرة. وبحسب هيئة السياحة المحلية، فقد استقبل إقليم كوردستان 1.7 مليون سائح خلال الربع الأول من عام 2022، غالبيتهم عراقيون من مناطق أخرى.