ستران عبدالله
2017
والثوار من بلاد الشرق الاوسط الى امريكا اللاتينية كانت اسمائهم في العلى ونجوميتهم تقارع نجومية ابطال هوليود منهم من قضى نحبه.منهم من حاد عن الطريق، منهم من تطرف الى ان اصبح صديقا لصدام حسين ومستبدي الشرق نكاية ب(الامبريالية) واعوانه!
الا انت يا مام جلال، بقيت على العهد مستمدا الشجاعة من تراث امتك، مستلهما روحه في طلب العدالة التاريخية منذ ان تجزئت كردستان وتكالبت عليه القوى الاستعمارية الاقليمية والدولية.
الا انت يا عم الثوار ظليت على العهد الذي قطعته لشعبك في ان تنصر ثورته التقدمية الحقيقية، بعيدا عن ضجيج اليسار المتطرف وموسمية النضال لدى رهط من القادة ممن تركوا خندق النضال الثوري ونقلوا البندقية من كتف الى كتف.
فقط انت يا مام جلال، بقيت شامخا شموخ قنديل، صامدا صمود شعبك الذي قدت ثورته الجديدة، متخطيا الانعزالية والحصار المفروض على كردستان. ونقلت التجربة الحقيقية في الديمقراطية والعدالة الكردستانية الى القصر الرئاسي في بغداد. لم تغيرك فخفخة الرئاسة في عهد النضال الاخير كما لم تغيرك موضة اليسار الموسمي في عهود الستينات والسبعينات والثمانينات.
كنت ثوريا حقيقيا ومناضلا واقعيا، حظيت باحترام الجميع و ان اختلفوا معك في الرؤى وفي المواقف واختلفوا معك لانك كنت ابنا بارا لقضية شعبك وامتك، لم تتخلى عنه تحت اية مسمى وفي احلك اظروف. فحق علينا ان نقول ان رحيلك هو رحيل اخر الثوار المحترمين ممن زينوا صفحات التاريخ في القرن العشرين وبقيت انت الى الان موصولا لقرن جديد وعهد جديد.