الكاتب .. عز الدين المانع
سبق لوزارة التخطيط أن ردت على تقرير أعده برنامج الغذاء العالمي اشار فيه إلى أن العراق يعد واحداً من سبع دول في العالم هي الأشد جوعاً .. وان ثلث الشعب العراقي ينام جائعاً .. وقالت : ان العراق ليس جائعاً ، ولم يواجه أزمة غذائية يمكن أن تسبب بالجوع للفئات الهشة في المجتمع حتى خلال ذروة انتشار جائحة کورونا !!!
ويبدو أن الوزارة ـ حفظها الله ورعاها – لم تطلع على الاف الأسر والأطفال وهم يبحثون بين اكوام القمامة ومحطات تجميع النفايات لالتقاط (فتات الطعام ) و مخلفات موائد المترفين ، أو تجميع العلب البلاستيكية والمعدنية لبيعها بثمن بخس من أجل توفير بعض – الخردوات – ليسدوا بعض حاجات مرضاهم واطفالهم.
ولم يتجول كادر الوزارة ـ الربيعية ـ ولا أفراد الكتل المتحاصصة والمتصارعة على الغنائم وامتصاص ثروات البلاد، بين نقاط السيطرة وتقاطعات الطرق المزدحمة و قرب الجوامع والعتبات المقدسة لمشاهدة العشرات من الاطفال والشباب والنسوة والعديد من كبارالسن وهم يستجدون أو يحملون عبوات الماء و (العلكة) والمناديل الورقية لبيعها على ركاب المركبات المحاصرة في هذه التقاطعات ، وينظفون زجاج السيارات لقاء جذاذات بائسة وخجولة.
ولم يصل أفراد الوزارة الموقرة الى (المجمعات العشوائية) التي تحيط بمعظم الأحياء السكنية، وصرائف الصفيح المحاذية لمحطات تجميع النفايات المحرومة من جميع الخدمات الضرورية وتحيط بساكنيها الزواحف والحشرات والمياه الاسنة والقمامة المتناثرة .. صحيح أن العراق بخير، وأن الخيرات الطبيعية المتوفرة فيه وموارد النفط والرسوم الضريبة واستقطاعات دوائر المرور المتفاقمة والرسوم الضرية المتنوعة تكفي لمعيشة كافة أفراد الشعب والتمتع بالخدمات الصحية والتربوية والرعاية الاجتماعية وبأحسن ما يكون الرفاة ، لوكانت الكتل السياسية المتحاصصة والمتسلطة على منافذ الدولة ومنابعها الغزيرة و خيراتها عادلة وأمينة وحريصة.. ولكن هذه الحشود الوافدة من الغربة وعلى متون دبابات المحتل والغارقة بالفساد وعدم الولاء للوطن، استنزفت هذه الخيرات وامتصت عافيه البلاد .. وراحت تنطبق عليهم (اجابة الفيلسوف البريطاني (برنادشو) ذو الشعر الكثيف والموزع بين رأسه الأصلع ولحيته المتناثرة، على سؤال وجه اليه عن حجم الخيرات في العالم)).. فقال : (العالم .. بين رأسي ولحيتي .. غزارة في الإنتاج وسوف في التوزيع)!! ا وهكذا هو العراق اليوم .. خيراته وفيرة وعبرة .. وتوزيع غير عادل وغير منصف!!
نقلا عن الدستور