يبدو ان العراق و شعبه قد خرج من هذا المازق السياسي الذي طال انتظاره بعد اجراء الانتخابات الاخيرة ، حتى بات المشهد السياسي معقدا بشكل يخشى منه ، الا ان اتمام انتخاب رئيس الجمهورية و من ثم قيام الاخير بتكليف شخصية سياسية لتشكيل كابينة الحكومة القادمة وتقديم اسماء المرشحين لشغل المناصب الوزارية لغرض الحصول على الثقة من قبل البرلمان العراقي سيغير بالتاكيد شكل الحكومة القادمة .
و يبدو ان هناك شبه اجماع سياسي من قبل الاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية القادمة وفقا للاتفاقات السياسية ما بين الزعماء و الكتل و الاحزاب المشاركة في التشكيلة القادمة لانجاح مهام رئيس الوزراء القادم وفقا للصياغات المعلنة والمتفق عليها مسبقا وان هناك موشرات وطنية واقليمية ودولية للخزوح من هذا الانسداد السياسي الذي القى بتبعاته واثاره بشكل مرهق على صعيد الشارع السياسي و زاد من اعباء الجماهير التي تنتظر الخدمات ورفع مستوياتها المعيشية وتحقيق الامن و الاستقرار ، و لاسيما ان المراقبين والمواطنين على حد سواء متعطشون للبرنامج الحكومي القادم لتحقيق الافضل والامثل بمايليق بكرامة المواطن و مركزه القانوني والدستوري وحقوقه وواجباته وفقا للمعاير الوطنية دون استثناء وتحقيق العدالة الاجتماعية و النهوض بالواقع على مختلف الاصعدة بعد تفشي ظاهرة الفساد الاداري والحكومي على مر عقدين تقريبا، هذا الانفراج المتأمل و الوعود المنتظرة التي قطعتها الاطراف السياسية على نفسها امام الشعب ربما سترى النور قريبا اذا ما توفرت ارادات حقيقة لانجاح المرحلة القادمة رغم العديد من العقبات والعراقيل والمعضلات والمشكلات المستعصية التي ربما تواجهها الحكومة القادمة و لاسيما التحديات الداخلية والاقلمية والدولية التي يشهدها العراق والمنطقة والعالم اليوم.
و دورنا نحن الكورد وخاصة الكتل الكوردستانية و بالاخص الدور الرئيس والفاعل للاتحاد الوطني الكوردستاني وبناء على الارث الوطني والقومي والسياسي والدبلوماسي الذي ورثناه من فخامة المرحوم الرئيس جلال الطالباني في العراق الذي حرره وحزبه وبقية القوى السياسية من النظام البائد، علينا ان نكون بمثابة المظلة التي رسمها للعراق و العراقيين والكورد بمختلف اطيافنا و الواننا و ميولنا و اتجهاتنا و معتقداتنا و ان نمارس دوما محور الفيصل و بيضة القبان لتوحيد الجهود و الصفوف الوطنية نحو الالتفاف حول الوطن و تقديم ما هو افضل لشعبنا على امتداد هذه الخارطة السياسية التي تجمعنا و ان نعتمد على المبادى و المفاهيم و النصوص الدستورية التي ناضالنا من اجلها و تم اقرارها من قلبنا كضمانات للحريات و الحقوق الوطنية للشعب وأن نترك خلافات الماضي الغابر و نرجح الدفة نحو الغد القادم لتضميد الجراحات التي سببتها الحرب على داعش و مقارعة الارهاب و الجماعات المتطرفة التي تريد النيل منا ، و بالتاكيد ان الدور الفاعل للاتحاد الوطني الكوردستاني و قيادته الحكيمة و الدور المميز للاستاذ بافل جلال الطالباني و جهوده الحثيثة سيكون بالتاكيد المحرك الفاعل لانجاح الحكومة القادمة و العملية السياسية المرتقبة ان شاء الله.
الكاتبة و المحامية
هيڤار محمد عمر