د. محمد وليد صالح
أكاديمي وكاتب عراقي
الإسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية دعت له الجمعية العامة للأمم المتحدة في جميع أرجاء العالم ومنظمة التربية والعلم والثقافة يونسكو، لوصف مشكلة التضليل الإعلامي الرقمي من طريق الشواغل العالمية البارزة لمواجهة تحدي إنتشار المعلومات المغلوطة، بالإنسجام مع خطة التنمية المستدامة 2030، فضلاً عن أهمية المعلومات الواقعية المقدمة عبر وسائل الاتصال إلى الجمهور وإتاحتها في الوقت المناسب وفق أهداف واضحة ومحددة ومتعددة اللغات من أجل تعزيز الثقة.
ان عدم المساواة في البيانات بين النوع الاجتماعي داخل البلدان المتقدمة والمتأخرة، إذ يتجلى في الوصول إلى مصادر المعلومات الصحافية واستعمالات التكنولوجيا الرقمية للاتصالات، وهذا يؤثر على إمكانية وسائل البث العام والخاص وأفراد المجتمع في نشر المعلومات وإبداء الآراء، فضلاً عن ضمان تنوع المصادر وحرية التماسها وتلقّيها ونقلها، ولأجل ذلك لابد من تحسين كفايات التعامل والتعلّم مدى الحياة، في إطار التعرّض للوباء المعلوماتي في عالم ما بعد جائحة كورونا وتبادل أفضل الممارسات في مجال التدريب الإعلامي.
ويأتي ضمان تحقيق التوازن وتيسير الإدماج الرقمي والاتصال على المستوى العالمي للمساعدة في مكافحة العوامل المؤدية إلى خلق وعي زائف، وحرية الرأي والتعبير وعدم انتهاك حقوق أفراد المجتمع في حصولهم على المعلومات، بواسطة درايتهم الإعلامية والمعلوماتية المتصدية للأخبار الكاذبة ومواجهة صحتها في عصر ما فوق الحقيقة، ولا سيما خطة عمل الأمم المتحدة لنبذ خطاب الكراهية والتطرّف العنيف التي تشمل على منظومة شراكات داعمة بين وسائل الإعلام، بهدف ترويج قيم التسامح وعدم التمييز والتعددية الثقافية والمجتمعية ضمن مسعى جمعية العلاقات العامة العراقية ايبرا.
تحالف يونسكو العالمي لفتح بوابات التمكين والتحصين
لابد من تعزيز مفهوم التربية الإعلامية الرقمية وتطبيقه في المجالات كافة، كمشروع “بوابة تمكين” الأفراد وإعدادهم لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم وتعلّم كيفية التعامل معها والمشاركة فيها بصورة فاعلة، فضلاً عن “بوابة تحصين” ودفاع من أجل حماية النشئ من سلبيات التضليل والنمطية وتمكينه من حرية الانتقاء للمحتوى وتنمية سمات التفكير الناقد والهادف لدى أفراد المجتمع.
فبرنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة لتوفير الموارد اللازمة لبناء مهارات الدراية الإعلامية والمعلوماتية، التي تشمل على وضع المناهج الدراسية والمبادئ التوجيهية المعنية الخاصة بالسياسات وصياغتها والأطر التقويمية، وكذلك الإسهام عبر وسائل الإعلام وتكنولوجية الاتصالات الرقمية في تيسير الربط الشبكي والبحوث والدراسات الكاشفة عن تأثير هذا التحالف العالمي للشراكات.
ولزيادة فرصّ تحقيق أهداف الرسالة الاتصالية عبر تطبيقات التفاعلية الإعلامية الرقمية، ومنها التسويق الاجتماعي والوصول إلى التأثير المطلوب، من طريق إشراك المتلقين بالممارسة الإعلامية ذاتها، وهذا ما توصل إليه باحثون في ميدان الإعلام ممن وقفوا على تأثير العَلاقة الوثيقة بين حواس عدة لفهم رموز الرسالة ورسوخها على المدى البعيد، فضلاً عن اتاحت التعليق الإيجابي على المحتويات الإعلامية عبر آليات التفاعلية، بما يمكّن الجمهور من التعبير عن آرائه ومواقفه من الأحداث المختلفة والتدويّن بوصفه آلية تتيح للمتلقي فضاء مختص به، لتصفح شبكة الانترنت واستعراضها عبر الهاتف المتحرك بما يحقق لها سمات متجددة عن تلك التي تعتمد على الطرائق التقليدية في نقل المعلومات.