خاص – المسرى
على الرغم من أن قضية الجفاف وارتفاع نسب ملوحة المياه قد أثرت على العديد من المحافظات، إلا أن البصرة نالت النصيب الأوفر خاصة بعد ان أعلنتها وزارة الموارد المائية مطلع شهر تموز الماضي من المحافظات الاكثر تضررا بعد تحويل بناء السدود التركية وتغيير مجرى الأنهار والروافد في إيران، وإطلاقها مياه البزل المالحة إلى شطّ العرب.
مليون توقيع لإنقاذ البصرة
مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في البصرة حاول تدارك الأزمة والبحث عن حلول ناجعة لها عن طريق إطلاقه لحملة المليون توقيع بعنوان ” انقذوا البصرة من الملوثات واحتراق النفط و أوصلوا الماء الصالح إلى المواطنين في المحافظة”.
الاف الإصابات بسبب التلوث
وقال مدير المكتب مهدي التميمي في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي:” يتابع مكتب المفوضية في البصرة الاموال الهائلة التي تختفي والتي جاءت معظمها من أرض محافظة في اقصى جنوب العراق تأن من آثار ريع الثروة ومن احتراق ما يصاحب النفط وما يستخرج معه من مواد تحمل اشعاعا والذي عبد طريقا مباشرا نحو تساقط اهل البصرة الالاف تلو الالاف من الاورام والامراض الاخرى بسبب الملوثات “.
تلوث مياه شط العرب
وتابع “مع استمرار ارتفاع الإسعار وهبوط مستوى الدخل ونقص الخدمات وفي مقدمتها المياه الذي يقدم الى البصرة ولا يليق بالاستخدام البشري ويحمل ملوثات وصلت نسبتها مختبريا في شط العرب الى 98% جرثوميا و48% كيميائيا مع ما يضاف من مقذوفات والغام بعشرات الملايين ومياه الصرف وانعدام طرق التعامل مع النفايات اطلقنا هذه الحملة بمشاركة جامعة البصرة وأساتذة وباحثون ونخب ومنظمات ومدافعون ونشطاء وبتغطية اعلامية عالمية ومحلية”.
9 آلاف إصابة بالسرطان سنويا
وبين التميمي، أن “الحملة بدأت بجمع التواقيع إلى أن تصل إلى المليون على ان ترفع بعدها إلى مجلس النواب ورئاستي الجمهورية والوزراء والمؤسسات والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة وحقوق الانسان في جنيف لابلاغها بان البصرة بخطر شديد للغاية، خاصة وانها تسجل أكثر من 9 آلاف إصابة بالسرطان سنويا أي ما لايقل عن 800 إصابة شهريا”.
وكشف ايضا عن توقعاته بشأن مستقبل البصرة من ناحية الأرقام المسجلة بخصوص أصابات السرطان بقوله: “نتوقع أن اصابات البصرة من عام 2025 وحتى 2030 ستصل الى اكثر من الفي اصابة شهريا وعلى الحكومة المحلية والاتحادية ان تخصص ميزانية لمعالجة التلوث على ان يكون ملف التلوث في البصرة على رأس إجتماع مجلس الوزراء القادم”.
مستويات عالية وغير مقبولة من الملوحة
بدوره قال التدريسي والباحث بالشأن البيئي بجامعة البصرة الدكتور شكري الحسن خلال المؤتمر: إن “ملوثات الهواء والماء وصلت إلى مستويات عالية وغير مقبولة من الملوحة، ما أدى الى وجود اصابات كثيرة اغلبها من الاطفال وأن هناك اعداد هائلة من الضحايا بسبب الانبعاثات الغازية والتي وصلت مستوياتها الى السمية دون طرق فاعلة لإيقافها”.
ويعد ملف المياه من الملفات التي تحتاج الى حلول جذرية وسريعة وتمثل تحديا للحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني لارتباطها الشديد بإغلب الملفات العراقية الأخرى كالاقتصاد والهجرة الداخلية وتجارة المزروعات وزيادة نسب التلوث والامراض وغيرها من الملفات المرتبطة بتوفير حياة كريمة للمواطن.