أصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني إيضاحا حول البيان الافترائي الذي أصدره المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، فيما يأتي نص التوضيح:
رد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني في توضيح مضلل، على التصريحات الصائبة والمشروعة للسيد جعفر الشيخ مصطفى، عضو المجلس الأعلى لسياسات ومصالح الاتحاد الوطني الكوردستاني، حيث قام عشوائيا بتشويه الحقائق الناصعة وخلط الأوراق، بشكل لايصدقه أعضاء الحزب الديمقراطي أنفسهم، ناهيك عن مواطني كوردستان.
يدعون في التوضيح التهميش الحزبي، في وقت يعرف الاتحاد الوطني بأن قادته ومناضليه كانوا دوما في مقدمة خنادق الدفاع عن جماهير شعب كوردستان واتحادهم.
يلقي المكتب السياسي للحزب الديمقراطي في توضيحه، تهمة تأجيل الانتخابات على كاهل الاتحاد الوطني، ولكن مواطني كوردستان أشد وعيا من أن يصدقوا هكذا افتراءات، فالحقيقة هي أن الحزب الديمقراطي كان يريد أن نخوض الانتخابات بالقانون القديم وسجل الناخبين المليئة بالعيوب، ودون تعديل مناسب لقانون الانتخابات، وهذا فقط يصب في مصلحة البارتي وتزويره الواضح والمتكرر دوما.
فالهدف من إجراء الانتخابات هو للتغيير السياسي والديمقراطي الحقيقي، وإن لم يتحقق منها هذا الهدف فإنها تبدو كتصديق لبرنامج تزويرهم والذي تفشى ليس فقط ضد التعددية الحزبية في كوردستان بل شمل أيضا مؤتمر الحزب نفسه وأعضاءه.
يذرف المكتب السياسي للحزب الديمقراطي في جانب من بلاغه، دموع التماسيح على مستقبل إقليم كوردستان، متناسيا أن هذا الحزب كان دوما على استعداد ومازال ليضحي بالإقليم كله، وتجربتنا في سبيل تحقيق المصالح الحزبية الضيقة وإنشاء إمارة صغيرة بهدف بقائهم، حتى لا يبقى شيء باسم الإقليم والحكومة والإدارة الكوردستانية، فمؤامراتهم وألاعيبهم الإقليمية شاهد على أنه في أي أزمة سياسية كانت رغبتهم في التهديد بالتجزئة والتقسيم جزءا من رسائلهم العلنية والسرية.
هذه الحقائق الواضحة لا يمكن التستر عليها بالادعاءات المزعومة بوجود مشاكل داخلية في الاتحاد الوطني، لان الوضع الداخلي للحزب الديمقراطي والتوترات بين أجنحته واضحة لدرجة أنها أصبحت الآن تشكل خطرا فضلا عن المخاطر الأخرى التي خلقها البارتي لكوردستان.
توضيح المكتب السياسي للحزب الديمقراطي المليء بالافتراءات تتحدث عن المخاوف من خسارة الانتخابات، حيث أن البارتي خسر القيم الديمقراطية في الانتخابات منذ أمد بعيد، وما أبقاهم في ساحة الأكثرية المزورة في الحكم هو فقط التزوير والتهديد، كما أن هذا الحزب قد خلط مفهومي (المنافسة والعداء) لان أي حزب أو طرف سياسي لا يخضع لوهم الحزب القائد ولايقبل فرض الإرادة يعتبرونه عدوا لهم ويقومون بتخوينه عن طريق خلق سيناريوهات مخابراتية والتشهير الإعلامي.
المكتب السياسي للبارتي يدعي باستعلاء: (نحن أكبر من أن نلجأ إلى أشخاص آخرين ونعاتب عندهم) وهذا أيضا جزء من تراث العناد وعدم الحساب للآخرين والذي يظن أن التشاور وتبادل الآراء بين القوى الكوردستانية من الأمور المعيبة، بعكس الاتحاد الوطني الذي يؤمن قبل اتخاذ أي خطوة بالتشاور والتحاور ونأى بنفسه عن التفرد وفرض الإرادة، فتشاور الاتحاد الوطني مع شركائه في تجربة كوردستان لم يكن للصلح والشفاعة لدى البارتي، بل كان لتوضيح قلق الجميع من الأداء السيئ لإدارة الحكم وتفرد الحزب الديمقراطي، حتى يكون لدى الجميع دراية بأي موقف يتخذه الاتحاد الوطني، فإذا كان الاجتماع مع الأطراف الأخرى أمرا سيئا، لماذا تضايقوا بعد زيارات وفد الاتحاد الوطني وأسرعوا في تشكيل ما يسمى (وفدهم الحكومي) وطرقوا أبواب جميع الاطراف؟
البيان الافترائي للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي يتحدث عن قضية اغتيال الشهيد (هاوكار الجاف) وادعوا أنهم علموا مسبقا بالعملية، فلماذا إذن لم تحاولوا منعها وأن تردوا دمعة ودما لشعبنا…؟ أم تعترفون بهذا أنكم قد تكونون أو الأشخاص الفارين من القانون الذين آويتوهم، هم المسؤولون عن الحادث!؟ وإذا فتحنا سجل الاغتيالات فإن السمعة التاريخية للحزب الديمقراطي بهذا الصدد لن تتطهر أبدا والجرائم لاتعد ولا تحصى، وأحدثها استشهاد أحد منتسبي الآسايش في جمجمال والضرب والاعتداء على أشخاص آخرين في منطقة نفوذ الاتحاد الوطني، إذن لماذا تم إخفاء هذه الملفات وآويتم المتهمين ويعيشون في العاصمة معززين مكرّمين؟
يدعي توضيح المكتب السياسي للبارتي أن هجوم الاتحاد الوطني على الحزب الديمقراطي بدأ بعد استدعاء المحكمة للاشخاص، في وقت كان من المقرر أن تحقق لجنة مشتركة في أي قضية مشبوهة وأن لا يستفردوا بالمحكمة والتحقيق ويضعوا سيناريوهات ويوقعوها بختم المحاكم.
في الختام نقول، إن الاتحاد الوطني الكوردستاني اتبع دوما المرونة في سبيل المصلحة العامة، وتنازل عن العديد من حقوقه، ولكن لايمكننا السكوت إلى الأبد عن سياسة التمييز والحصار العدواني تجاه مواطني مناطق نفوذنا (بل مجمل الوضع المتأزم في كوردستان) والتي هي حتى الآن حدود مصطنعة للحقد والكراهية التي تغزو نفوسكم.
نأمل أن تتخلصوا في النتيجة من حمى التعصب والحقد وأوهام (الحزب القائد) وتخوين الآراء المختلفة أن تتبنوا في مؤتمركم يوم غد، سياسة كوردية جديدة، وحرصا سياسيا، وأن تتخذوا قرارات وطنية تعوضوا بها الأضرار الجسيمة التي تسببتم بها حتى الآن.
المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني
2/11/2022