خاص – المسرى
تعتبر الموصلُ إحدى أكثرِ المحافظاتِ تنوُّعا في العراق، تشتهرُ بقومياتِها وأقلياتِها الدينيةِ والعرقيةِ واللغويةِ المتعددة، فمنهم الكاكائيون وهم الذين يسكنونَ في قرى وقصباتِ قضاءِ الحمدانيةِ شرقَ المدينة، و يتوزعون على مناطقِ سهلِ نينوى والسليمانيةِ وأربيلِ وحلبجةَ وخانقينَ وكركوكَ وديالى ومدنٍ أخرى تقعُ ضمنَ هذا النطاق .
المنتمون لهذه الأقليةِ تعرضوا لعملياتِ إبادةٍ على يدِ جماعاتٍ إرهابيةٍ، وتعرضوا الى تهميش وإقصاء وقتل وتشريد كبير للكاكائيةِ في الموصل. , ويناشد الكاكائيون الحكومة بضرورةِ النظرِ الى اوضاعِهم والنهوضِ بواقعِهم، حيث يتجاوز عددهم الآن 100 ألف نسمة.
ويبلغ تعداد سكان الموصل حوالي ثلاثة ملايين وسبعة مئة وخمسون الف نسمة.
ويقول مسؤول مركز المنظمات الديمقراطية للاتحاد الوطني الكوردستاني في نينوى غازي فيصل الكاكائي للمسرى: إن “المكون الكاكائي منتشر في العراق في أكثر من خمس محافظات، في ديالى وكركوك والسليمانية وأربيل والموصل وحتى في بغداد هناك تواجد للمكون الكاكائي”.
وأوضح غازي الكاكائي، أن “المكون الكاكائي يعاني دائماً من التهميش والإقصاء من قبل الحكومات المتعاقبة في العراق ولا يوجد تمثيل حقيقي للكاكائية، سواء في مجالس المحافظات سابقاً أو في الحكومة الاتحادية، وحتى في حكومة إقليم كوردستان لا يوجد تمثيل حقيقي للكاكائية، فضلاً عن تعرضهم لإبادات على يد عصابات تنظيم داعش، خاصة في نينوى وكركوك، حيث دمرت في نينوى فقط 8 قرى من قبل عصابات داعش، وان المكون الكاكائي قدم شهداء في جميع تشكيلات القوات الأمنية وقدموا الدماء من أجل العراق ومن أجل مبادئهم ومن أجل كوردستان أيضاً، لذلك هناك أمور يجب أن تعيد الدولة النظر بها لإحقاق الحق وعودة الحقوق للمكون الكاكائي وتعويضهم وإيصال الخدمات لمناطقهم وأن يكون للشباب الكاكائي تعيينات ودرجات خاصة في مؤسسات الدولة”، مضيفاً، أن “5% من حقوق المكون الكاكائي لم تصلهم حتى الآن”.
من جانبه يقول عضو مجلس قضاء الحمدانية غازي خليل الكاكائي للمسرى: إنه “عام 1988 تم ترحيل أبناء المكون الكاكائي بسبب القومية إلى محافظات كوردستان وأن عدد العوائل التي تم ترحيلها حوالي 400 عائلة ولم يتم تعويضهم حتى الآن وتم هدم ديارهم ومنازلهم بالكامل آنذاك”.
وأوضح، أن “عدد الكاكائيين في محافظة نينوى أكثر من 22 ألف نسمة، موزعون في مركز مدينة الموصل في مناطق سهل نينوى، بالإضافة إلى مناطق ناحية كوير”، مشيراً إلى أن “هذه المناطق بحكم موقعها بين نينوى وإقليم كوردستان تعرضت إلى أضرار كبيرة بسبب الخلافات الموجودة آنذاك بين كوردستان والحكومة الاتحادية، كون مناطق الكاكائية كانت ضمن المناطق المحظورة أمنياً”.
وطالب الكاكائي “الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان بالاهتمام بهذه مناطق الأقليات بصورة عامة ومناطق الكاكائية على وجه الخصوص وتقديم الخدمات لهم، حيث لم يتم تعويضهم منذ نزوح الكاكائيين وترحيلهم سنة 2014 بعد سيطرة داعش على قراهم وتدميرها وسرقة ونهب ممتلكاتهم”.
كما طالب “وزارة الهجرة والمهجرين بالإسراع في صرف منحة المليون ونصف المليون دينار للمكون الكاكائي”.
من جهته يقول المواطن الكاكائي حسن عبد الله للمسرى: إن “الأوضاع الخدمية والصحية والأمنية جيدة في القرى الكاكائية التابعة لمحافظة نينوى – قضاء الحمدانية بسهل نينوى”.
وأضاف عبد الله، أن “المدارس في قرية (ورك) تعاني من عدم وجود المعلمين”.
يعيش الكاكائيون في العراق وإيران منذ آلاف السنين، ورغم ذلك يجهل كثيرون تفاصيل معتقداتهم وطقوسهم لأنها ديانة غير تبشيرية، اضطر أتباعها إلى إخفاء تفاصيلها إثر حملات الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عبر التاريخ.