خاص – المسرى
أصبحت نواعير حديثة في الأنبار قبلة للسياحة الشتوية والباحثين عن الطبيعة الخلابة من مختلف المحافظات العراقية.
ويمكن مشاهدة بقايا من تلك النواعير على ضفاف نهر الفرات في عدد من المدن الأخرى التابعة لمحافظة الأنبار، منها هيت والبغدادي وراوه وعنّه القديمة والقائم، إلا أن عددها جميعاً لا يتجاوز العشرين ناعوراً، فمعظم النواعير الأخرى اندثرت بسبب انحسار مياه نهر الفرات إثر إنشاء سد القادسية، فضلا عن العديد من العوامل الأخرى.
ويقول أبو محمد وهو سائح من محافظة صلاح الدين للمسرى: “جئنا من قضاء بيجي إلى مدينة حديثة لمشاهدة النواعير لأول مرة”، مضيفاً أن “هذه المنطقة سياحية تحتاج إلى اهتمام أكثر وترويج حتى تستقطب أكبر عدد من السياح من المناطق العراقية الأخرى”.
من جانبه يقول سعد وهو سائح قادم من بغداد إلى مدينة حديثة بمحافظة الأنبار للمسرى: إن “مدينة حديثة تتميز بطبيعتها الخلابة في المنطقة الغربية، وتمت إعادة الاهتمام بها من جديد ونتوقع مجيئ أكبر عدد من السياح إلى المنطقة الغربية”.
وأوضح سعد، أن “هناك إقبال لعدد من الفنانين والرسامين إلى مدينة حديثة لرسم والاطلاع على واقع ومشاهد النواعير والطبيعة الخلابة في هذه المنطقة”.
ونظراً لأهميتها التاريخية دخلت نواعير مدينة حديثة مطلع العام 2021 الى لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتعد هذه المدينة الأشهر بين مدن المحافظة في احتوائها على تلك النواعير، وهي المدينة نفسها التي أنشئ فيها سدّ القادسية الذي يساهم في توليد الكهرباء بطاقة إنتاج قصوى تصل إلى 1050 ميجاوات.
ويعود اختراع النواعير إلى الحضارتين السومرية والبابلية حين كان المزارعون في حاجة ماسة لري مزارعهم البعيدة نسبياً عن ضفاف الأنهار فاخترعوا آلة لرفع المياه من باطن النهر إلى شاطئه.