قبل أكثر من 9 عقود، وتحديدًا عام 1929، وبينما كان كابوس الحرب العالمية الثانية يطارد البشرية، نُشرت رواية “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” للكاتب الألماني إريك ماريا ريمارك، وحققت انتشارًا واسعًا، بعدما أثارت جدلًا كبيرًا شجع المخرج الأميركي من أصل روسي لويس مايلستون على إصدار أول فيلم سينمائي مُقتبس منها في العام التالي مباشرة (1930.
الفيلم شكل آنذاك أحد المعالم البارزة في صناعة الأفلام الصوتية الأميركية المبكّرة، وأول ملحمة مذهلة للتحذير من أهوال الحرب. وعدّه الناقد بيتر برادشو مُلهمًا رئيسًا للجنون العبثي الذي صوّرته معظم الأعمال المعادية للحرب لاحقا، وفي مقدمتها “كاتش-توينتي تو” Catch-22″ الذي أُنتج عام 1970.
وبخلاف ما اعتدناه في الأفلام الحربية من تسليط الضوء على جانب مُحدد من الحرب، قدم هذا الفيلم على مدى ساعتين ونصف الساعة صورة بانورامية للحرب من جوانبها كافة، واضعًا مذابحها الوحشية نصب عينيه، من خلال تقرير عسكري واقعي وفظيع للمترجم الأسترالي آرثر وين ختمه بقوله “الجبهة الغربية هادئة، لأن كل من فيها موتى”.
فاز الفيلم بجائزتي “أوسكار”، وحقق نجاحًا جماهيريًّا إلى حد الاعتقاد بأنه سيكون رادعًا لأي حرب مستقبلية “قبل أن يتضح خطأ ذلك، وأن الكاتب ريمارك نفسه لم يقصد كتابة وصية سلمية، بقدر ما كان يريد أن يصوّر معاناة المجنّدين الشبان في الحرب”، كما يقول الناقد غلين كيلي.